ميسون أبو بكر
التعليم هو ركيزة أساسية في بناء المجتمعات القوية التي عمادها العلم والمعرفة والإنسان، أدرك هذا جيداً من إحساسي ومن واقع تجربتي الخاصة منذ كنت طفلة، وأدرك كم هي المدرسة بمثابة جامعة تخرج أبناءها للحياة.. الجامعة الكبيرة محصنين بالعلم والسلوك التربوي، حاملين معهم موهبة ما صقلتها الأنشطة المدرسية ومعلم ذكي استطاع أن يخرج طاقات ومواهب الطفل الكامنة وينميها، فقد كان منبر الإذاعة المدرسية أول منصة لي لممارسة مواهبي الخطابية وفن الإلقاء الذي أسهمت معلمات رائعات لا يبرحن ذاكرتي من صقل موهبتي هذه ودعمي وتوجيهي للقراءة التي هي أساس بناء الفرد وسعة ثقافته وتوسع مداركه، في زمان كان الكتاب الصديق ومصدر الترفيه الحقيقي لجيلنا.
حرصت قبل أيام على متابعة لقاء برنامج «المختصر» على قناة العرب الشاملة mbc ولقاء زميلي السابق بالإخبارية ياسر العمر بمعالي دكتور حسام زمان رئيس هيئة التقويم والتدريب والذي كنت التقيت معاليه سابقاً كرئيس لجامعة الطائف وأبهرني نقاشه في حينها حيث خصص للمشاركين بالجامعة بمناسبة يوم اللغة العربية حيزاً من وقته بعد الندوة لمناقشة عدد من الأمور معه، أرشدني أسلوبه لثرائه وخبرته وخططه وكذلك للنشاطات المتعددة التي حرص والزملاء في الجامعة أن تحظى بها جامعة الطائف.
مناقشة أمر التعليم في المملكة إعلامياً ضرورة وبنفس الوقت يضع الكثير من المواضيع والقضايا الشائكة للنقاش، فالخطوات التي تتخذ اليوم مهمة في ظل رؤية المملكة ونهوضها بالطالب وخطتها لتخريج جيل هو جزء من رؤيتها وفق مخرجات تعليمية تتناسب مع سوق المستقبل ومتطلبات الرؤية.
كما أكد دكتور حسام الاعتماد البرامجي على قياس مخرجات التعلم المناسبة لسوق العمل.
اللقاء الذي تناول قضايا كثيرة في التعليم كان شفافًا وضرورة في وجه الآراء المختلفة حول المسيرة التعليمية في هيئة التقويم والتدريب التي ضمت هيئات متعددة كانت منفصلة في السابق والتي أنشئت بقرار مجلس الوزراء تحرص على الجودة في العملية التعليمية بكل حيثياتها والتي أشار دكتور زمان إلى العلاقة التكاملية بين الوزارة والوزارات الأخرى رغم استقلالية الهيئة عن الوزارة وليس جزءا منها.
حصول المعلمين على رخص مهنية قرار مهم برأيي والأهم الآلية التي سيطبق بها هذا القرار.
لطالما كنت أعتقد أن العملية التعليمية لا تقتصر على تلقين الطالب المواد العلمية بل أيضا تربيته وطنيًا وسلوكياً والتركيز على مواهبه وقدراته، ولو نجحنا أن نحصل على كل تلك الأمور في مسيرة الطلاب التعليمية لكانت النتائج أفضل ولكان الطالب ثروة وطنية يعتد بها، لأنه تخرج إلى سوق العمل بكل تلك الثقافة المتكاملة إضافة إلى تفوقه العلمي. نحتاج مثل تلك الهيئة وجهود مضاعفة للنهضة بالحركة التعليمية، وما زالت الكثير من الأمنيات التي تليق بهذا الوطن وأبنائه قيد التحقيق.