هالة الناصر
منذ انطلاق الهلع عبر الأخبار المخيفة عن فيروس «كورونا» والدنيا ليس لها حديث في أي مكان إلا عن هذا الفيروس الخبيث عافانا الله وإياكم، ومهما بلغت خطورة الإصابة به فإنها ليست بالخطورة التي يصورها الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي التي تحول فيها الجميع إلى خبراء وعلماء فيروسات يقدمون المعلومات والنصائح التي في الأغلب لا تعدو كونها سوى استغلال للمرحلة للبحث عن انتشار والبحث عن متابعين أكثر، هناك تهويل غير طبيعي في كل ما يتعلق بأخبار هذا الفيروس وهي ظاهرة متوقعة في ظل تحول العالم إلى قرية أو غرفة صغيرة يتم فيها تداول الأخبار والمقاطع بسرعة البرق بطريقة لا يتوقعها أحد، طريقة التعاطي مع مثل هذه الأخبار لا يجب أن يسلم الإنسان نفسه لها لتتحكم به ظواهر الإعلام الجديد وتجعله في مهب الريح لا يعرف من يصدق ومن يكذب، وهذه حالة يصل إليها كل شخص يعتمد على السوشال ميديا في توعية نفسه أو تزويد نفسه بالمعلومات والأخبار عن أي شي وليس فقط عن فيروس كورونا، لا تعرض نفسك لرياح وعواصف الأخبار المتناقضة والمبالغ فيها والمقاطع التي تقطر حزنًا واصنع جدار حماية لنفسك لكيلا تتأثر بالظواهر السلبية لتهويل الأخبار وتناقضاتها، لست ملزمًا في قراءة أو مشاهدة كل مقطع يخص فيروس كورونا، حاول قدر الإمكان إبعاد نفسك عن هذا التوتر الذي تضخ فيه آلاف الأخبار على مدار الثانية، الأشخاص الذين يريدون الحفاظ على استقرار نفسياتهم في الأغلب لا يهتمون بمتابعة الأخبار ولهم مصادرهم الموثوقة التي يستسقون منها أخبارهم، كما أن البحث عن التوعية وحتى عن أخبار كورونا يمكن الحصول عليها من خلال متابعة حساب وزارة الصحة السعودية على تويتر، حساب رائع وواقعي ويتمتع بأمانة ومصداقية عالية، من هذا الحساب يجب أن تستقي معلوماتك منه حتى لا تضع نفسك تحت الضغوط النفسية والتوتر والهلع، هذا لا يمنع بأن الحذر واجب ويجب أخذ الحيطة ولكن بشكل واقعي وغير مبالغ فيه لدرجة أن بعض الناس يعطل حياته بشكل كامل ويصبح مثل المريض النفسي بل أشد حيث إن هذا الهلع لا تطيقه النفس وله آثار سلبية على النفس فيما بعد، احتياطات الحذر لعدم الإصابة بفيروس كورونا هي احتياطات بسيطة لكنها مهمة ويجب الأخذ بها وعدم إهمالها، علينا أن نهتم بنشر الأخبار الطيبة والمتفائلة والتوقف عن نشر أخبار ومقاطع الهلع السلبية التي لا فائدة منها سوى إصابة أنفسنا وغيرنا بالسلبية!