في البداية أشكر لمعرض القصيم للكتاب تخصيصه هذه الندوة عن الدكتور عبدالرحمن الصالح الشبيلي - رحمه الله -، لإبقاء ذكره واسترجاع مآثره، وهذا الاحتفاء من الوفاء الذي لا يُستغرب، وهذا التكريم جزء مما يستحقه الراحل العزيز، كما أشكر لهم دعوتي للحديث هذه الليلة.
لقد عرفت أبا طلال قريبًا، وصديقًا، وإعلاميًا، ومثقفًا، وشوريًا، ومشاعري تجاهه التي أعبر عنها في هذه الكلمة لا يطغى عليها الجانب الشخصي أو الأثر العاطفي؛ لأن ما سأقوله يدركه من عرف الشبيلي وتعامل معه، فهو ليس إحساسًا فرديًا مجردًا تأثر بعلاقات النسب والصداقة، بل تعبير عن رأي عام فيما أعتقد. كان عبدالرحمن الشبيلي في محيطنا الأسري مصدراً رئيساً لعواطف المحبة الأسرية والتواصل المستمر الذي يشمل الجميع ويبقي المشاعر الأسرية حية ودافئة.
وعلى صعيد العلاقة الشخصية بيننا فقد كان التواصل مصدراً دائماً للرأي الاجتماعي الموضوعي الذي يحتاجه كل إنسان خلال مسيرته الاجتماعية.
أما عن عمل الدكتور الشبيلي في مجالات العمل الحكومي في الإعلام والتعليم والشورى فقد كانت متابعته لتطور الخدمة العامة والمتغيرات الاجتماعية متابعة الخبير الذي يتابع ويستوعب بالكثير من الشعور بالمسؤولية العامة، وقد عرفها المجتمع عنه مباشرة خلال عضويته لأول دورة لمجلس الشورى منذ إنشائه التي كانت محل متابعة دقيقة من المجتمع وكان أسلوبه في النقاش بصوته الهادئ ومنطقه الموضوعي المتسلسل محل القبول والإعجاب من مختلف الأوساط الاجتماعية.
هذه صورة تقرب الدكتور عبدالرحمن الصالح الشبيلي - رحمه الله - كما عرفته خلال نصف قرن، وهي شهادتي التي يشاطرني فيها الكثير ممن عرفو أبا طلال شخصياً أو إعلامياً ومنهم الإخوان المتحدثون والحاضرون وكل من عاصره - رحمه الله - والناس شهود في الأرض وحق الشهادة أن تُعلن وفاء لصاحبها، وخدمة للمجتمع، وحفظًا للتاريخ، وهي من المرتكزات الأساسية للمحفزات والدوافع في حياة من نجتمع للحديث عنه - رحمه الله - وجزاه خيراً عما قدمه لبلاده ومجتمعه وجعله مثالاً لغيره.
... ... ...
جانب من ورقة مقال الشيخ محمد أبا الخيل في ندوة تكريم الشبيلي في معرض القصيم للكتاب
** **
- محمد أبا الخيل