فيصل خالد الخديدي
تضم وزارة التعليم بين جنباتها ومن بين منسوبيها العديد من المبدعين والمبدعات في مختلف المجالات الفنية والثقافية والأدبية، وعلى مختلف المستويات سواء في التعليم العام أو التعليم العالي وبين أعضاء هيئة تدريس أو معلمين وحتى طلاب، ولكن تبقى إبداعات معظمهم فردية وتقدم في معزل عن وزارتهم، ولم تستثمر بشكل جاد وعملي لتعود بالنفع عليهم وتحت مظلة وزارتهم، فأضحت نواتجهم الإبداعية تلقي بظلالها خارج أسوار وزارة التعليم ومؤسساتها، وثمرات إبداعاتهم نضجت وقُطفت في بيئة غير بيئة وزارتهم، بل إن عددا من المبدعين في المجال الثقافي والأدبي والفني عرفت أسماؤهم في أوساطهم الإبداعية، ومنهم من حصد جوائز عالمية ومحلية وهم أبناء وزارة التعليم دون أن يكون لوزارتهم أي دور أو ذكر فيما حققوا، ولا حتى استثمار لمنجزاتهم على أي مستوى بالمؤسسات التعليمية التابعة للوزارة، بل إن عددا من المبدعين غادروا العمل بالوزارة دون أن تستثمر طاقاتهم الإبداعية إلا في أضيق الحدود مع طلابهم والمحيطين بهم من زملائهم، وهذه الفجوة والجفوة التي كانت في فترات سابقة بين المبدعين والمؤسسات التعليمية التي ينتسبون لها ربما كانت مبررة بهيمنة تيار معين على مفاصل العمل في المؤسسة التعليمية أقصى عدد من المواهب الفكرية والإبداعية والفنية خارج أسوار الوزارة، لكن الآن استطاعت الوزارة أن تخطو خطوات حقيقية وجادة نحو استثمار جميع طاقات وإمكانات مبدعيها والشراكة مع وزارة الثقافة لدعم برامجها والخروج بعمل مشترك. ولعل من الخطوات الإجرائية التي تخلق بيئة حاضنة في مؤسسات التعليم لمدعيها تأتي بعض النقاط الأساسية المقترحة لتحقيق ذلك: - إعداد قاعدة بيانات لمبدعي المؤسسة التعليمية ومجالات إبداعاتهم، وتحدث بشكل دوري سواء على مستوى الإدارة أو المؤسسة وعلى مستوى الوزارة.
- إعادة النظر في البرامج والأنشطة الإثرائية التي تقدمها الوزارة، والاستفادة من طاقات وقدرات المبدعين في شتى المجالات الفنية والثقافية، الأدبية في التخطيط والإعداد والتنفيذ واقتراح وتطوير هذه البرامج والمشاركة في المناهج وتطويرها.
- كان سليمان عليه السلام إذا أراد عقاباً بأحد الطيور ألحقه بسرب خارج جنس سربه، ومن أقسى العقوبات للمبدعين في مجال إبداعهم والتي تحد من تحليقهم في سماء الإنجاز هو تكليفهم بمهام خارجة عن مجال تخصصهم وإبداعهم، والتعطيل الذي يحدث لبعض الطاقات الإبداعية هو عدم وجود البيئة التخصصية المناسبة لإبداعهم في مجال عملهم فلا يستفاد منهم بالشكل الأنسب، فيهربون خارجاً بإبداعاتهم وتثمر وتقدر منجزاتهم خارج نطاق عملهم.
- اختيار القيادات المتخصصة والمبدعة في الأقسام والإدارات التي تشرف على المجالات الإبداعية وتطويرها ومتابعة تنفيذها، فليس من الإنصاف أن يشرف أنصاف المواهب على الأكثر إبداعاً في مجالهم الإبداعي. الفرصة سانحة وكبيرة في استثمار الطاقات الإبداعية لمنسوبي وزارة التعليم وعودة الطيور المهاجرة عن الوزارة الآن مع وجود وزير على قدر كبير من الدعم والإيمان بقدرات أبناء وزارته في شتى المجالات الإبداعية وجعل وزارة التعليم بمختلف إداراتها وأذرعها حاضنة حقيقية لمبدعي الوطن في شتى المجالات الإبداعية.