تزخر مناطق شمال غرب المملكة بمواقع جيولوجية مميزة، تجذب الزوار بأشكالها الجميلة، وبتاريخها الذي تعكسه الكتابات والنقوش الأثرية، وارتباطها بأحداث تاريخية.
وفي كتاب له بعنوان «روائع التراث الطبيعي في شمال غرب المملكة العربية السعودية: آفاق واسعة للسياحة البيئية»، سجل الدكتور بدر الفقير عددًا كبيرًا من المواقع في مساحة تتجاوز 200 ألف كيلو متر مربع في شمال غرب المملكة.
وعدَّ هذا الكتاب مساهمة في توثيق عرى الانتماء والصداقة بين المواطن وبيئته، وأكد أن أرضنا هي المكان الصحيح لتشغيل طاقاتنا، وتحقيق تطلعاتنا لنتصدر السباق الحضاري الأممي في القوائم الدولية لليونسكو عبر مضاعفة أرصدة مواقعنا الطبيعية والثقافية المبهرة.
وأوضح أن هذا الكتاب يبحث عن تجسيد الجانب الجمالي للمناظر الطبيعية وتكريسها كمواد للمتعة والتأمل، فظواهر المسرح الجغرافي في هذا الجزء من الوطن تناغم بين الجلال والجمال، وهيبة أبعادها الطبيعية في ارتفاعها واتساعها وحجمها وآفاقها الممتدة، وجمال ودقة تقنياتها في نحتها وتناسقها وتفاصيل أشكالها وتصاميمها.
وأفاد بأن هدف الكتاب محاولة تحفيز تدفق المشاعر وولادة حالة تمييز حسي بالجمال الطبيعي بأمل ترقيتها إلى حالة سمو ذهنية موحية بالابتهاج، ومعززة للشعور بالهوية الجغرافية الوطنية. واعتمد في منهج البحث على استقراء جزئيات الظواهر الطبيعية، والمقايسة بينها، وإضاءة مكامن الجمال بدعم من وسائل الإيضاح التي تعبِّر عنها ببلاغة عالية كلٌ من الخرائط والأشكال الجيولوجية والتضاريسية التفصيلية والمرئيات الفضائية والصور الجوية والأرضية التي وثقها الكتاب.
وأشار إلى أن الجيولوجيا للمملكة تحمل تاريخًا حافلاً يمتدُّ من أقدم الدهور الجيولوجية، وقدم قراءةً مثيرةً في فصول سجلات ووثائق الحياة والموت الأحفورية لبعض الكائنات الحية ما عاش منها وما انقرض.
ثم ركَّز على المحور الجمالي الذي عرضه على هيئة مسارح تشكلت بعوامل التعرية والزلازل والبراكين، والمظاهر التضاريسية الكبرى التي تشكلت بتوليفة سامية من الجبال الشاهقة وقممها التي تشكلت بأشكال عدة شبيهة بالكائنات الحية ساعد على تشكلها اختلاف التركيب الكيميائي وتفاعل المواد الصخرية مع الماء وضوء الشمس إلى إنتاج لوحات طبيعية ملونة في الجبال والتلال ومجاري وأحواض البحيرات والأنهار.
ويسعى الكتاب لتجسيد الجانب الجمالي للمناظر الطبيعية في منطقة شمال غرب المملكة العربية السعودية، وتكريسها كمادة للمتعة والتأمل، فظاهرات المسرح الجغرافي في هذا الجزء الغالي من الوطن تُناغم بين الجلال والجمال، جلال وهيبة أبعادها الطبيعية في ارتفاعها واتساعها وحجمها وآفاقها الممتدة، وجمال ودقة تقنياتها في نحتها وتناسقها وتفاصيل أشكالها وتصاميمها.
ويحتفي الكتاب بروائع التراث الطبيعي في شمال غرب المملكة العربية السعودية في البر والبحر، وتأثير القوى الطبيعية كالزلازل والبراكين، والانكسارات، والجليد والرياح والمياه، والتي أبدعت مجتمعة جغرافيا سحرية، تعرض مسارح لكنوز الطبيعة وأعاجيبها من وجهة نظر العلم والفن والتاريخ في معالم برية وبحرية مميزة؛ تشمل قمم الجبال المهيبة، وفوهات البراكين، والخوانق النهرية السحيقة، ومستعمرات الرمال، ومعارض الفنون النحتية بمدارسها الانطباعية والتجريدية «السريالية»..
مع التنويه لما أوحت به الحجارة للإنسان لصلابتها وديمومتها، لبناء بيوته ومعابده وأضرحته، وما ألهمته له من إبداع فني لتوثيق تاريخه ومظاهر حياته وبيئته عبر نقوش الرسوم والكتابات على واجهاتها.
ويعرض الكتاب مظاهر عبقرية المكان الجمالية والجيولوجية والجغرافية والبيئية التي تعد سجلات وثائقية حية لذاكرة الأرض، مع اختيار الموقع وما حوله لأربعة مشاريع سياحية وتنموية وعلمية وبيئية عملاقة، خُصص لها ملاحق خاصة في الكتاب، وهي مشاريع: «الهيئة الملكية لمحافظة العلا» لتحويلها لوجهة سياحية عالمية ومركز نمو اقتصادي إقليمي، و»مشروع نيوم على خليج العقبة» الذي يتضمن تشييد مدينة ذكية صديقة للبيئة بقدرات تنافسية عالية في نمط المعيشة وتعدد الفرص الاقتصادية، و»مشروع البحر الأحمر»، حيث سلسلة المنتجعات السياحية الفاخرة بمفهوم جديد للسياحة والفندقة على العقد الفريد من الجزر العذراء، و»مشروع محمية الأمير محمد بن سلمان البرية والبحرية» الرابطة بين المشاريع الثلاثة للحفاظ على الصحة البيئية وإعادة توطين الحياة الفطرية الحيوانية والنباتية وتجهيز مواقع للتنزه الخلوي.