رقية سليمان الهويريني
ازدانت محافظة (عنيزة) المدينة الحالمة، باحتضان معرض الكتاب الثالث في منطقة القصيم بجانب مهرجان الزهور. وتخلل أيام المعرض أمسيات ثقافية مخضلة بالوفاء، حيث تم في إحداها تكريم الرمز الإعلامي الكبير معالي د. عبد الرحمن الشبيلي بحضور أسرته وعقد ندوة ثقافية استعرضت سيرته العطرة، أدارها الزميل د. إبراهيم التركي. وليس أجمل من تكريم أهل مسقط رأسك، وفاء لك. ولم يقف الوفاء لهذا الرجل بل امتد لسيدة الحرف الدكتورة خيرية السقاف اعترافاً بإبداعاتها الفكرية.
وحين أتحدث عن عنيزة، فأنا أقصد المكان والأشخاص، حيث أبدى فريق التنظيم من لجنة التنمية السياحية تنافساً فريداً في أسلوب الاستقبال والضيافة وكأنك الضيف الوحيد! فقد مارست الأستاذتان منيرة الخميري وفاطمة الحارثي أسلوباً راقياً في سرعة الاستجابة لكل التساؤلات وكافة المتطلبات، وتوفير أرقى أنواع الضيافة حتى باختيار نوع السكن الريفي الفريد.
وحيث كنت واحدة من ضيوف افتتاح حفل تدشين معرض الكتاب؛ فقد سعدت بزيارتي لأرجائه، وتجولي بين أركان مهرجان الزهور، وسرني ما رأيت من تفاني شباب عنيزة ورجالها ونسائها على وجه التحديد في إنجاح المهرجان. وأبهجتني حالة التناغم بين الجنسين دون أدنى شكوك أو ارتياب. وما كنت لدينا ونحن نتحلق حول الأستاذ الشاعر إبراهيم السبيل وهو يسلّم ويسأل ويتعرف ويثني ونلتقط معه الصور التذكارية وكأنه والدنا أو شخص مقرّب لنا.
إن ما أبهرني هو التزامن الذي شهدته في معرض الكتاب المتمثل بنشر الفكر الثقافي الراقي لهذه المدينة الضاربة في أعماق التاريخ، وإظهار الجانب التراثي بأيدي فتيات واعدات يحدوهن الأمل بإبراز الأشغال الحرفية والإنتاج المهني من خلال أعمال تطوعية ناصعة البياض تقوده باقتدار الأستاذة العنود المطيري صاحبة فريق (سمو التطوعي) وهي وجه وطني مشرق بالتفاني والعطاء.
إن أجمل مظهر حضاري شهدته في أرجاء المعرض وجنباته هو أنه نتاج جهود متضافرة من لدن محافظ المدينة النشط والمسؤولين والأهالي ممن بذلوا فيه وقتهم وجهدهم ومالهم، ومثّلوا فيه جانباً من سمو أخلاقهم وجود كرمهم، فأضاءوا جنبات المعرض والمهرجان مما انعكس سعادة على نفوس الضيوف والزائرين.
شكراً لأهلي في عنيزة، وحين أقول ذلك فأني أعني ما أقول! شعوراً وغبطةً وامتناناً.