د.ثريا العريض
يوم 8 مارس اختير عالمياً ليكون يوماً مخصصاً للاحتفاء بالمرأة ومنجزاتها.
وكل عام أتشرَّف بدعوات كريمة من جهات متعدِّدة تحتفي بهذه المناسبة.
ومنذ بضع سنوات ما زلت أتلقى دعوة أتشرَّف بها من منتدى الثلاثاء ومؤسسه الدكتور جعفر الشايب يدعوني لأكون متكلمةً رئيسيةً أو ضيفةَ شرف في هذه المناسبة في لقائهم الأسبوعي. ومنتدى الثلاثاء في المنطقة الشرقية ما زال يحتفي بالمميزين ثقافياً من شتى مناطق الوطن في مجالات متعدِّدة تشمل العطاء الفكري والأدبي والتطوعي والمجتمعي والفن التشكيلي في برنامج حافل يشمل إلى جانب الندوات الأدبية والعلمية والأمسيات الشعرية معارض فنية من لوحات ومجسمات. وبذلك أمست لقاءات المنتدى شرفة تشرع الرؤية والمعرفة والتعارف بين مرتاديه والنخبة المحتفى بهم. هذا العام، بعد أن عدت للاستقرار نسبياً في الظهران عائدة من الرياض، بعد مشاركة لعدة سنوات في عضوية مجلس الشورى ثم في نشاطات وطنية متعدِّدة كُلِّفت بها، استطعت أن أقبل الدعوة الكريمة لأكون ضيفةَ شرف اللقاء وأقوم بتوزيع دروع التكريم على المحتفى بهم. وكان الموعد المحدَّد لها مساء الثلاثاء الماضي 10 مارس.
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
اجتاحت رياح كورونا المستجد كوفيد 19 العالم أجمع بدءًا بالصين وانتهاءً بأوروبا والأمريكتين وإفريقيا، فعاثت بكل النشاطات المعتادة والمجدولة؛ ألغيت لقاءات ومؤتمرات وعُلِّقت الدراسة وأُغلقت مسارح وتأجلت مباريات وأدخلت مدن ومقاطعات بكاملها في الحجر الصحي وحظر السفر إلى دول كثيرة في محاولة لحماية البلاد ومنع تسلّل الوباء إليها. وصلتنا حالات كورونا مثل غيرنا في الخليج عبر من عادوا من زيارة إيران التي لم تعلن عن إصابات مواطنيها وزوارها وتلكأت وما زالت تتلكأ في اتخاذ إجراءات فعَّالة توقف تمدد شر الوباء.
وصلت أعراض الإصابة إلى المنطقة الشرقية مع المسافرين العائدين من إيران عبر البحرين دون أن يدركوا ما حملوه معهم إلى أسرهم وجيرانهم وزملاء عملهم من الفيروس المرعب. وحين رصدت الحالات في البحرين والمملكة أوقف السماح بالسفر إلى البحرين عبر جسر الملك فهد، كما أوقف السفر إلى دول الخليج باستخدام بطاقة الهوية الوطنية، حيث لا يمكن عبرها التعرّف على مسار السفرات في العالم كما هو الحال في الجوازات التي توضح كل بلد. أدخلت محافظة القطيف كلها في العزل الصحي وبذلك تأجلت أمسيات منتدى الثلاثاء حتى يفرجها الله ويعلن رسمياً رفع الإجراءات الاحترازية.
نسأل الله السلامة للقطيف وأي مدينة سعودية أو عربية أو عالمية، وندعو للوطن كله بالأمن والأمان وحيوية الوعي الصحي وإجراءات السلامة.
ولنا أن نشكر من القلب تيقظ القيادات الحكيمة وسرعة البت في اتخاذ القرار فيما يتعلَّق بحماية المواطنين وزوَّار بيت الله الحرام والعالم كله من تدوير وباء الكوفيد 19 منتشراً من كل بلد يأتون منه أو يعودون إليه.