فهد بن جليد
تتبع خريطة تصوير وإنتاج الأعمال الرمضانية لموسم 2020 يجعلها على المحك، دهاليز وظروف مُتغيرة، صمت وحيرة مع دهشة، توقف واستشعار بأننا أمام أزمة حقيقة، مُحاولة للتفكير خارج الصندوق للخروج من عنق الزجاجة في الوقت الأنسب.
المشهد مُرتبط بنشاط وانتشار (فيروس كورونا) الذي سيلقي بظلاله حتمًا على الواقع الدرامي والفني والبرامجي في رمضان المُقبل، الكُل يُفتش عن (الخطة ب) التي لا يملكها سوى القليل، فالسيناريوهات رُسمت في غير هذه الظروف، الأمر يبدو جديًا أكثر مما نتصوَّر، مع توقف تصوير بعض الأعمال التي أصيبت بالشلل التام أو النصفي، نتيجة انعدام وصعوبة حركة تنقل النجوم وطواقم التنفيذ والتصوير بين دول لها أهميتها في هذا المجال مثل السعودية والإمارات والكويت والبحرين ولبنان والأردن ومصر وغيرها، لتدخل معظم تلك الأعمال في دائرة الخطر خصوصًا عندما تقع (لوكيشنات) ومواقع تصويرها في أكثر من بلد، أو تتم عملية المونتاج والمؤثرات وتنقل النجوم بين دول عديدة.
في الأثناء ظهرت أهمية وقيمة الأعمال المركونة - غير المستخدمة- من المواسم الماضية، لتكون على القائمة المُرشحة كبدائل للبث في رمضان 2020، بينما يتم البحث عن حلول الخدع التقنية أثناء التصوير وتبدو الفرص هنا قليلة ونادرة بعيدًا عن كلفتها المالية المُرتفعة، التي ستُشكل ضغطًا على ميزانيات البرامج والأعمال، للمرة الأولى تتم صناعة وتنفيذ بعض الأعمال الدرامية الخليجية والعربية الرمضانية (عن بعد) للتكيف مع الأزمة باستخدام تقنيات للتصوير وإرسال ساعات (الرشز الفني) الطويلة للمونتاج عبر الإنترنت، لتجاوز عقبة منع السفر والتنقل بين الدول في هذه الوقت، الحل الأخير هو الاستسلام وتأجيل التصوير إلى ما بعد تحسن الوضع، أنجع الحلول وأذكاها هو البحث عن البرامج التلفزيونية المُباشرة التي تقدم خلال أيام الشهر بعيدًا عن أزمة التصوير والمونتاج الحالية. الأثر الذي ستخلفه الظروف الحالية على ذائقة المُتلقي والمُشاهد حتمًا سيكون مُتذبذبًا، فإمَّا أن تجبر ظروف القنوات الفضائية والمؤسسات الإنتاجية إلى البحث عن طرائق وبدائل جديدة تعتمد لاحقًا في الإنتاج، أو أن تُتاح الفرصة لمُنتجين صغار وفنانين جُدد لأخذ مساحة أكبر وأوسع على خريطة تلفزيون رمضان، الأهم هو البُعد عن طرح (فيروس كورونا) نفسه كمادة ومحتوى تدور حوله الأحداث الكوميدية وتكرار ذلك بين البرامج والأعمال الفنية (كحالة انتقام) لا أكثر، لأنه سينتج عن ذلك عزوف وكساد بنظام المُشاهدة عن بعد!.
وعلى دروب الخير نلتقي.