أ.د.عثمان بن صالح العامر
صنفت منظمة الصحة العالمية تفشي فايروس كورونا وباءً عالميا «جائحة». ويرجع ذلك كما جاء على لسان رئيس منظمة الصحة العالمية إلى: (سرعة تفشي العدوى واتساع نطاقها، والقلق الشديد إزاء «قصور النهج الذي تتبعه بعض الدول على مستوى الإرادة السياسية اللازمة للسيطرة على هذا التفشي للفايروس). والقارئ في خارطة تحركات هذا الوباء يلحظ هذين الأمرين بشكل جلي، فالأرقام في ازدياد وأوروبا المصنفة من دول العالم الأول على وجه الخصوص صارت بؤرة لهذا الفايروس الخطير مثلها في ذلك مثل الصين وإيران، وكبار الساسة صاروا يتخبطون في تصريحاتهم حين يتحدثون عن (كورونا) المعدي، وفي ذات الوقت يلحظ بإعجاب شديد الإجراءات الاحترازية والخطوات الاستباقية والإرشادات الوقائية التي اتخذتها حكومة المملكة العربية السعودية مقارنة بغيرها من دول العالم المتقدم فضلاً عن الثالث، ومع ذلك وجد في عدد من مدن المملكة حالات مرضية وما زالت في ازدياد للأسف الشديد، وهذا ناتج عن تقصير المواطن وعدم اكتراثه بما يأتي من توجيهات مبنية على وعي تام بالأثر المباشر الذي يحدث جراء الخلطة البشرية وعدم الالتزام بالتحذير من ولوج التجمعات الإنسانية أياً كان مبررها، والابتعاد عن كل ما من شأنه تفشي العدوى لا سمح الله.
لقد جاء الأمر مرارا وتكراراً من قبل الوزارت المختصة والإدارات المعنية والجهات الحكومية ذات العلاقة وجوب لزوم البيت وعدم التوسع في الخروج إلا عند الضرورة القصوى حتى يمكن محاصرة الفايروس وعدم تمكينه من الانتقال نتيجة الاحتكاك المباشر ومن ثم رفع أعداد المصابين به لا سمح الله، والواجب على المواطن والمقيم والزائر الالتزام التام بهذا التوجيه الذي جاء محققاً للمصلحة ومتماشياً مع الإجراءات الوقائية التي كانت المملكة سباقة في اتخاذها من أجلك أنت. ولعل الأب وولي الأمر يستفيد من مكوثه هذه الأيام في مسكنه قريباً من أسرته فيتابع دراسة صغاره عن بعد، ويتعرف على أحوالهم، ويسبر أغوار أفكارهم، ويتفرغ عن مشاغل الحياة لمن هم حياته في النهاية ورأس ماله الحقيقي، وفي ذات الوقت يكون مواطناً إيجابياً، يقف مستشعراً لواجباته الدينية والوطنية التي تنص على وجوب طاعة ولي الأمر والانقياد لأوامره في غير معصية الله فكيف إذا كان في هذا الصنيع سلامته هو وسلامة من يخالط ويصافح ويقبل. لنكن أقوى من العادات والأعراف ولننتصر على رغباتنا وحساباتنا الشخصية من أجل سلامة قاطني بلادنا الغالية فالوطن يستحق منا الكثير.
نعم علينا جميعاً اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية الشخصية مع ضرورة التضرع بين يدي الله عز وجل وسؤاله سبحانه وتعالى أن يدفع عنا الوباء ويرفع البلاء الذي حل بالكرة الأرضية عاجلاً غير آجل وأن يقينا شر ما في الغيب إنه على كل شيء قدير ودمت عزيزاً يا وطني.. وإلى لقاء والسلام.