حمد بن عبدالله القاضي
بهذا الوطن نحن «أسرةً واحدةً» ولاة أمر ومواطنون.
وبالأزمات كما هي «كورونا» حاليا تزداد الصلة بين الناس: بين أفرادهم وبينهم وبين ولاة أمورهم ويزداد الخوف من كل فرد على الآخر، ويتجذَّر الحب بينهم أكبر.
انظروا تعامل الحكومة مع «كورونا»، جعلت «كورونا» من أجل الحرص على سلامة الأسرة السعودية» هي أكبر هم لخادم الحرمين الشريفين ولسمو وليّ العهد وللوزراء ومسؤولي الحكومة.
انظروا حجم الاحترازات الكبيرة والشاملة التي اتخذتها الحكومة ولم تبال بأي آثار اقتصادية أو غيرها فصحة المواطنين والمقيمين بأول مربع لها.
اللهم أدِم هذه «العلاقة» التي تربطنا وهذه «المحبة» التي تجمعنا: قيادة ومواطنين.
* * *
=2=
حكايتا وفاء تفيضان رحمة!
* لعل أجمل وأصدق ما يكتبه الكاتب هو حروفه عن الوفاء وتاجه الوفاء للأم تحديدا
ولي مع وفاء أمي رحمها الله موقف ساكن رواق قلبي لا يفارقه.
ذلك هو عندما كانت على سرير المرض الذي فارقت الدنيا على أثره وكنت بجانبها وكان لديّ عارض «انفلونزا» وروت خالتي شقيقتها «منيرة» جمعها الله بشقيقتها بجنة المأوى: أننا عندما نسألها عن صحتها تقول: «أنا بخير لكن المهم «جِنِينِي» حمد يكون بعافية» وانتقلت أمي إلى بارئها بعد ذلك بأيام مؤْثَرة حياتي على حياتها.
هل بربكم يُوجد وفاء مثل هذا الوفاء وإيثار مثل هذا الإيثار إلا بقلب الأم؟.
* الحكاية الثانية: حكاية وفاء من تراثنا وقعت بالعصر العباسي بالكوفة لأم أرملة ليس لديها سوى «بُنيّتها» واستدانت لحاجتها وحلّ موعد سداد الدين ولكن ليس لديها ما تقضي به الدين وكان الدائن يأتي إليها يطرق بيتها لطلب دينه وبأحد الأيام فتحت ابنتها فسأل عن أمها فقالت: إنها بالسوق فظن أنها تكذب فمرّر عصاه على كتفها بشكل غير مؤذٍ فبكت وإذا أمها تأتي وقد رأت المشهد وبكاء ابنتها فبكت بكاء شديدا فقال لها الدائن: بالأمس ضربتك بهذا العصا بقوة فلم تبكِ فردت عليه بهذه الكلمة البالغة التأثير «بالأمس ضربتَ جلدي واليوم ضربت كبدي»!
فتأثر الدائن وقال: والله لا أطالبك بالدين بعدها.
أرأيتم هل هناك رحمة ووفاء مثل وفاء ورحمة مثل هذه الأم بابنتها.
* * *
=3=
هكذا نئد الإشاعات.
* لا يثير الفزع مثل الشائعات وخاصة وقت الأزمات كـ»كورونا»
الشائعات توجد الهلع وتشغل المسؤول وتربك المجتمع.
إنهاءُ أثرها الفوري بأيدينا .
بالوعي بمخاطرها وبالتالي عدم الاهتمام بها أو «الرتويت» لها أو تناقلها عبر الواتسات والقروبات.
* * *
=4=
آخر الجداول
«على وطني أوقدت روحي شمعة
وأسقيتها حباً يضيء ومجمراً
وأفنيتُ فيه العمر أفديه عاشقاً
وعانقته صخراً وقبّلته ثرى»
ش/ يحيى توفيق