محمد ناصر الأسمري
لا شك أن الوباء آيًا كان نوعه وانتشاره ضار مضر للأبدان والوجدان. كفى الله خلقه أجمعين الوباء والغلاء والمحن والإحن. العالم اتحد وتوحد في التصدي لوباء كورونا صحيًا وبيئيًا وسلوكًا؛ وتنادى علماء وأطباء وباحثون للوقوف بمنهج صارم ضد انتشار الوباء، ولله الحمد أن كل هؤلاء كانوا من أطراف العالم دون نظر لأيدولوجيا أو عرق.
في المقابل كان هناك أناس في أنحاء من العالم إما مروجون لإشاعات وأكاذيب عن الوباء والإدلاء بمعلومات ليست معلومة، إنما لبث الرعب بين الناس، وآخرون مردوا على الكذب وادعاء وجدوى وصفات شعبية تشفي لكنها في الواقع تشقي.
رغم كل هذا فكما يقول مثل شعبي: (الخير في عطوف الشر) فقد ظهرت منافع لهذا الوباء الذي هو لم يكن الأول في التاريخ.
هنا بعض ما جاء من منافع خير من عطوف الشر:
• انتشار عالمي لتجارب بلادنا المملكة العربية السعودية في عالمية تعاملها مع الأمراض الوبائية والمعدية في مواسم الحج حين تفد ملايين من البشر من بيئات وثقافات متنوعة متباينة في مهارات السلوك، ولعل الإعلان السنوي للحكومة السعودية في نهاية كل موسم حج خلو الحج من الأوبئة والأمراض المعدية، وإن وجدت حالات فلها في مواقع المشاعر مستشفيات تعزل وتعالج مجانًا.
• سارت السعودية في مواسم الحج مسارًا عولميًا حين أتاحت لبعثات الحج من دول العالم التي يفد منها الحجاج أن يكون لها بعثات طبية ترعى الحجاج رعاية أولية لكنها شمولية أن السعودية تتحمل نفقات العلاج والدواء والإيواء حتى الشفاء، ومنظمة الصحة العالمية تشهد وتشيد.
• في الوقت الحاضر كانت السعودية ربما هي أول دولة بذلت المال والجهد والعلم والخبرة في الحفاظ على ملايين البشر الذين يأتون للعمرة والحج، فكان قرار سيادي أن أوقفت تأشيرات العمرة، ومنع المواطنين ومن يقيم على أرضنا من العمرة، كل هذا مؤقتًا حتى زوال غمة الوباء
• وحفاظًا على العالم أوقفت السعودية التأشيرات السياحية التي قد سهل الحصول عليها من السفارات السعودية أو آليًا مباشرة أو من صالات القدوم.
• نهجت السعودية نهجًا واعيًا في الوقاية حين صار تعقيم المسجد الحرام والمسجد النبوي عملاً كل يوم وعلى أوقات عدة سواء للفرش أو الأرضيات.
• ومزيدًا من الاهتمام بالصحة العامة أوقفت السعودية العمل الميداني في الأجهزة الحكومية 16 يومًا احترازًا من أي انتشار للمرض نتيجة تخالط البشر العاملين والمتعاملين.
هذا على المستوى الصحي.. أما على المستوى الاجتماعي فقد برزت للعيان منافع جمة منها على سبيل المثال لا الحصر:
• ارتفاع مستوى الوعي للناس في أهمية النظافة البدنية، فطهارة الأبدان لا يكفيها الماء فقط بل باستعمال الصابون ليزيل الكثير من الأردان.
• زيادة التحوط قاد إلى اقتصاد في نفقات حفلات الزواجات والمناسبات الاجتماعية من خلال وقف الحفلات والتجمعات وكذا المطاعم والمطابخ.
وهذا اقتصاد في المال والجهد والإجهاد ووقف للهدر في الطعام والأنعام.
• الحمد لله فمن منافع المرض كورونا أن زادت قناعات الناس أن نشطاء ومرسلي المواعظ والفتاوى في الوات ساب قد قلت مصداقية مرسليها وكذا الحال مع فئام من كتبة نهجهم عنصري بغيض.