هل نسيت يا باحتي ساحة شاعرٍ رحل، وترك قلبه عندك، ضمّ مزودته فوق كتفه وسافر إلى جَنّات الله وهبطت روحه ترفرف في قريته؟
هل نسيت سيرة أديب التهم الثقافة بالقراءة وأخذ حُبّه لها والباحة وأهلها كالطير بجناحيه طار ليصل إلى الغمام ثم يهطل غيثًا!
هل تتذكرين يا باحتي عندما يلقي قصيدة أو يداخل بحماس ويبهر من يسمعه الذي لا يملك إلا أن يصفّق؟!
هل تناسيتِ يا باحتي الحبيبة صاحب تلك الابتسامة الساحرة، والعين الباهرة، والأخلاق المهذّبة، والتواصل بين الجميع بانشراحات صدر وسيع ووديع تحمعت كلها في قلوب فاضلة لهذا الماتع بالأدب، المترع بالخجل؟
هل يا باحتي عرفتِ عمن أكتب أو أذكرك به..
لا تقولي:
- زحمة الأيام وكثرة المشاغل والمحبين والعاشقين صابتني حمى تهامة بشيخوخة الذاكرة؟
مثل هذا يا باحتي لم ولن ينسى!
وأنت جامعة الوفاء يا وفاء الطين وعبق اليقين وعطر القرى وياسمين الجنوب!
هاه لم تزلّ تحرّكين ذاكرتك المثقوبة يمنة ويسرة..
حسنًا سأكتب عن آخر القنّاص فيك حين يكتب في هواك بين ليل شريف وفجر بتونس يغادر!
بماذا أذكرك فيه ياباحتي فمنذ عام 2015 م.
كان فقد الشاعر الحبيب والأديب المفوّه غرم الله الصقاعي أواه تهزمي تهزني تثيرني تقلقني تأخذني بعيدًا هناك يا باحتي..
في تونس الخضراء حيث عطرت روح شاعرنا مدائنها وألف مليار آه تتلوها الأنة وغصة ودمعة حيث جثة وضريح أبا حمدان في باحتي العز والشرف ومدينة الشعراء والمبدعين هناك تسكن جثامين المخلصين..
- نعم تذكرته يا سعلي يرحم الله غرم الصقاعي رحمة واسعة ويسكنه فسيح جناته..
كيف نسيت يا سعلي هذا الرمز الإِنساني..
- لا بأس يا باحتي العزيزة وداعًا صديقي من عام مضى وعام سيأتي. بإذن الله محملاً بالكثير من الوفاء والإخلاص والتقدير..
وداعا الإنسان غرم الله الصقاعي..
المقال القادم بإذن الله
معقولة منصّة رقمية خاصة بالأندية الأدبية بعد كورونا!
** **
- علي الزهراني (السعلي)