باقيةٌ في مداره!
انكسار:
في طريقها إلى عينيه.. شربت كلّ السراب العالق بأقداحهن..
إغواء:
قطعت جموعهم كاشفة عن ساقيها.. تبذر المحار على الشطآن لحيتان سبتهم..
احتراق:
نضحت على أوجاعها ثمالة عطره.. وأشعلت لسيجارته أنفاسها تاركة ما بقي منها ؛ ليطفئ لهيب شوقه لوجه أخرى..
خيبة:
جمعت كل الوفاء الذي وجدته له في طرقات روحها المنهكة.. وأسرجت أملا ذوى في وجه صغيرها قاصدة أرضه البعيدة.. التي يفر إليها معتكفا.. لم يكن للأرض سماء!..كانت مقفرة ما امتدت للبوح لهفتها.. خالية من كل شيء غير شهادة ميلاد أغلالها.. وعقد قرانٍ قرن سنين عمرها بصمت موغل في الوحشة.. عادت، وهي تخدع قلبها: بأن خلف الأرض أرض أخرى ستسكنها ذات عيد.
غباء:
تمسح بأطراف أكمامها كل أشباح الليل الجاثية على جبينه.. تعبّد لضوء الشمس طريقا إلى قلبه تدخل أشعتها عنوة إلى دهاليزه المظلمة.. تسكبها على كلّ شيءٍ ذوى هناك.. تستنطق كل حروفه البكماء.. وتغزل من شرايينها قصة انتصاره على اليأس.. ثم ترويها مذيلة باسمه!
مكر:
تبالغ في وصف غموضه.. حتى ينتفخ ويحلق في السماء، وهي تقرأه بهدوء كل يوم عندما تحتسي فنجان قهوتها!
احتفال:
تقف على أطراف أقدامها.. باسطة يديها كجناحي طائر يتأهب للطيران أول مرة في حياته وفي روعه أنها الأخيرة.. يخشى الهواء.. يخشى السماء.. يخشى أجنحة الطيور حوله.. يقلقه امتداد المدى.. وريشه يرفض لون الشفق!؛ ترفع أنفها المعفّر بهزائم عمرها.. تحلق في السقف الذي أخذ تفاصيل وجهه وانهال على قلبها خذلانا.. ابتدأ الرقص واشتعل المكان بدموع أمها..
** **
- د. عائشة بنت دالش العنزي