المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يصف وباء كورونا بأنه «نعمة»
مع تزايد خطورة الوضع في إيران اضطر بعض أعضاء البرلمان الإيراني إلى توجيه الانتقاد إلى المؤسسة الحاكمة لفشلها في معالجة القضية بالشكل المناسب
(تستر زعماء إيران على الوباء وأكاذيبهم حوله أهم أسباب تمدد فيروس كورونا إلى الدول الأخرى. وبوصفه فيروس كورونا بأنه «نعمة»، يبدو أن المرشد الأعلى يشير ضمنًا إلى أن هدفه هو نشر الفيروس في الدول الأخرى، وخاصة إسرائيل ودول الغرب.
(وصف المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي فيروس كورونا مؤخرًا بأنه «نعمة». فبعد ظهور المرض في الصين برزت إيران باعتبارها منطقة التمركز الثانية للفيروس، وبفضل أكاذيب الملالي وتسترهم على الوباء نجحت طهران في نشره في بقية أنحاء العالم.
ففي بادئ الأمر زعمت السلطات الإيرانية أن البلاد لا تعاني من أي أزمة تتعلق بفيروس كورونا، وأنه لا يوجد مصابون بالمرض في إيران، ولكن سرعان ما تسربت معلومات تفيد بأن بعض كبار المسؤولين الإيرانيين كانوا على علم بوجود حالات للإصابة بفيروس كورونا في إيران، بيد أنهم قرروا إخفاء الحقيقة.
ومع تزايد الضغوط على المسؤولين الإيرانيين لتقديم معلومات صحيحة عن الوباء، ذكر بعضهم أن الإبلاغ عن العدد الفعلي للذين أصيبوا أو توفوا جراء الإصابة بالفيروس أمر غير مسموح به. ومنهم رئيس جامعة العلوم الطبية بمدينة قم، محمد رضا غدير، الذي أوضح على شاشة التلفزيون الحكومي الإيراني إن وزارة الصحة أصدرت حظرًا على الكشف عن أي إحصاءات حول تفشي فيروس كورونا في البلاد.
والتساؤل الذي يفرض نفسه هنا هو: هل يحاول ملالي إيران نشر فيروس كورونا عمدًا في الدول الأخرى باعتباره شكلاً من أشكال الجهاد؟ وإلا، فلماذا يصف المرشد الأعلى فيروس كورونا بأنه «نعمة»؟
وحتى الآن، لم يكتف النظام الإيراني برفض إعطاء الجمهور أو المجتمع الدولي صورة كاملة ودقيقة عن تفشي فيروس كورونا، بل فشلت أيضًا في اتخاذ أي خطوات أو احتياطات ضرورية لمنع انتشار الوباء.
وفي الوقت الذي أصبحت فيه مدينة قم منطقة التمركز التي ينتقل منها فيروس كورونا إلى بقية أنحاء العالم، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الحكومة ليس لديها خطط لحجر المدينة أو أية مدينة أخرى.
وعلى الرغم من أن قادة إيران كانوا على علم بوجود عدد الكبير من المصابين بفيروس كورونا في إيران فإنهم لم يوقفوا الرحلات الجوية إلى البلدان الأخرى، ويؤكد ذلك ما أعلنه موقع (Eghtesad Online) في التاسع عشر فبراير من أن المسؤولين الإيرانيين زعموا كذبًا أنهم أوقفوا الرحلات الجوية.
ويهمني هنا التذكير بأن شركات الطيران التجارية الإيرانية، وخاصة إيران للطيران وطيران ماهان، تستغل عادة في النقل غير المشروع للأسلحة والعسكريين، مثل أعضاء الحرس الثوري وقوة القدس الخاصة بها وميليشيا الباسيج. وعادة ما تطلق هذه الشركات رحلاتها هذه إلى دول مثل سوريا دون سابق إنذار. وقد حظرت العديد من الدول، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا، رحلات طيران ماهان.
وقد فشلت إيران في توفير خدمات فحص الأشخاص للتعرف على الفيروس في أنحاء إيران المختلفة، حيث أكد محمد رضا غدير أن معظم الاختبارات تتم في العاصمة طهران، وأن نتائجها تعلن منها. كذلك فشل النظام في إجراء الفحوص الشاملة على المرضى. فبعد وفاة بعض الأشخاص في مستشفى كامكار في قم أوضح أحد موظفي المستشفى أن إعطاء إحصاءات دقيقة أمر غير ممكن لأن المستشفى كانت تشتبه في حدوث حالات وفاة، ولكن كل هذه الحالات دفنت جميعًا دون فحص دقيق، وهناك احتمال كبير بأنهم أصيبوا بفيروس كورونا.
ومع تزايد خطورة الوضع اضطر بعض أعضاء البرلمان الإيراني إلى توجيه الانتقاد إلى المؤسسة الحاكمة لفشلها في معالجة القضية بالشكل المناسب، حيث كشف أحمد أميربادي، عضو البرلمان الإيراني، عن معلومات مهمة عندما نقلت وكالة أنباء العمل الإيرانية التي تديرها الدولة عنه قوله إن مدينة قم لا تعمل بشكل جيد في مواجهة انتشار فيروس كورونا، مؤكدًا أن أداء الحكومة في السيطرة على الفيروس شابه الفشل.
ومضى قائلاً: إن الممرضات حاليًا ينقصهن ملابس الحجر الصحي المناسبة ويفتقرن إلى معدات الاختبار الضرورية، وأنهن يؤدين عملهن بمزيج من الخوف والقلق.
إن تستر زعماء إيران على الوباء وأكاذيبهم حوله أهم أسباب انتقال فيروس كورونا منها إلى الدول الأخرى. وبوصفه فيروس كورونا بأنه «نعمة»، يبدو أن المرشد الأعلى يشير ضمنًا إلى أن هدفه هو نشر الفيروس في الدول الأخرى، وخاصة إسرائيل ودول الغرب.
** **
الدكتور مجيد رفيزاده - إستراتيجي واستشاري في مجال الأعمال وباحث في العلوم السياسية تلقى تعليمه في جامعة هارفارد. وهو عضو مجلس إدارة مجلة «هارفارد إنترناشيونال ريفيو» ورئيس المجلس الأمريكي الدولي للشرق الأوسط. له عدد من المؤلفات عن الإسلام والسياسة الخارجية للولايات المتحدة