عبد الله باخشوين
سوف أبتعد قليلاً عن (مطالع) الرحلة.. وتجارب البدايات.. ومن صاحبهم وصاحبوه خلالها.. فهو وحده الذي يمكن أن (يضيئها) لـ(أجياله) الجديدة بعد سنوات طويلة.. وعمر مديد بأمر واحد أحد.
وسأقصر حديث الحاضر، عن الحاضر.
سنوات قليلة مضت، كان لها أبلغ الأثر.. بمسار أحداثها فيه وحوله.
ليس الحديث هنا عن (الإنجاز) الذي لم يبدأ بخطوات (طفل) أخذ يركض بعد أن تعلم أول (المشي)..
لكن كـ(طائر) أخذ يحلق في فضاء كون شاسع لا يحتفي إلا بالـ(نسور).
يقول المثل الشعبي: (أعطني حظاً وارمني في البحر)..
وهذا (شيء) يريد به (العامة) الإشادة بالـ(محظوظين).
أما (الفيلسوف الهندي)، فيذهب، بعيداً، بعيداً، وهو يلبي دعاءه قائلاً:
- (اللهم اعطني حظاً يخدمني به أصحاب العقول.. ولا تعطني عقلاً أخدم به أصحاب الحظوظ)..؟!
ونحن نتحدث - هنا - عن شاب محظوظ.
فخلال سنوات قليلة من بدء مسيرته وجد نفسه يضع (قدميه) في بحر (هادئ) أراد أن يصنع له (عواصف) تعصف به وحده.
ومن قصيدة (الكعكة الحجرية) للشاعر المصري أمل دنقل يصح أن نقتطع من القول قوله:
- أدخلته يد الله في التجربة..؟!
وهو دخول أريد له به (الخروج)..
لم يكن هناك شيء يمهله.. لكن أريد للهموم والمشكلات أن تجتاحه دفعة واحدة.
وفي التاريخ الحديث لا يوجد (ولي عهد) تمت مواجهته بحروب إعلامية خبيثة وظالمة ومظلمة مثل تلك التي تم توجيهها عبر كبريات الصحف العالمية لولي عهد المملكة العربية السعودية زين شباب العالم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.
وأنا أرى أنه شاب محظوظ بهذه المواجهة الكلامية البشعة التي نعرفها ونذكرها جميعا.. محظوظ جداً فقد جاءت أول نتائجها الإيجابية وغير المتوقعة لمن أشعلها وأطلقها.. وبطريقة عفوية من خلال تحلق شباب المملكة الذين يمثلون نحو سبعين في المئة من مجموع المواطنين.. حوله وجهرهم بمحبتهم له دون تحفظ أو ادعاء.. وهو شيء أزعج كل أعداء الوطن الذين سعوا لتحويل (الحرب ضده) لساحات
أخرى وبإعادة نفس (إسطوانة) الدعاية الإعلامية المضادة التي أثبتت فشلها.. وأثبتت أنها أسلوب قديم ومتهالك، كان يجدي التعامل بمثلها مع جيل قديم من الزعماء والساسة في العالم الذين لا يطربهم سوى المديح ولا يطيقون أن يوجه لهم أي نقد - حتى لو كان كاذباً- وينتفضون ويجندون كل الوسائل الإعلامية لشن أي هجوم مضاد.. وبأقوى طريقة ممكنة.. ليشاركوا في (البلبلة) والتضليل.
- {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (سورة فصلت 34 - 35).
وإذا النسر يواصل التحليق بعيداً وإذا بالنجوم تواصل تشكيلات شعاعها وتجد على أرض الجزيرة (محمية للنجوم).