يوسف بن محمد العتيق
من القصص الواردة في مسيرة الصحابة الكرام أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان في طريقه إلى الشام، وهو في إحدى محطات الرحلة، وقبل وصوله إلى الشام وصله خبر أن الطاعون متفشي في الشام، فحصل نقاش بينه وبين بعض الصحابة والمرافقين، هل يواصلون الطريق إلى الشام الموبوءة بالطاعون أم يرجعون؟
فاختلفت الأقوال بينهم إلى أن ذكر لهم الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف أن حديث الرسول الكريم كان واضحا في مثل هذه الحالة، وهي أنه إذا وقع الطاعون في بلد وأنتم فيه فلا تخرجوا منه، وإذا سمعتم أنه في بلد فلا تدخلوا فيه.
هذا التوجيه الكريم الذي يمثل (العزل الصحي) وفق مقاييس تلك المرحلة يلقي بفائدة مهمة، وهي أنه يجب عليك أن تحمي نفسك وغيرك سواء كنت مصابا أو سليما، وفق تنظيم طبي دقيق.
لم يمنع الخليفة الراشد أن يعود، وهو متوجه لعمل يخدم الإسلام والدولة الإسلامية من التراجع، ولم يمنعه أن يقول الناس عنه أنه هرب من المرض المعدي، بل هو يقوم بما عمل وفق توجيهات دينية حكيمة.
وحين نقرأ هذا الكلام يجب علينا أن نفهم ونتفهم الإجراءات التي تضعها حكومتنا الرشيدة في التصدي لانتشار هذا الوباء الذي لم تسلم منه دولة من دول العالم.
لا ننزعج من بعض التوجيهات وإن كان في بعضها تقييد لحرية التنقل والأكل والشرب والمخالطة لأن هذه التوجيهات تشكل حماية لنا ولغيرنا بحول الله.