محمد عبد الرزاق القشعمي
نثار والعطار.. والجنس اللطيف.
o كتب الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار في جريدته (عكاظ) بتاريخ 21-5-1383هـ ضمن زاوية (يوميات عكاظ) تحت عنوان: جبار.. يفتك بي.. وهو يقصد الضمير، والموضوع الثاني: (احتياط).. عن وفاة زوجته (.. ومما خفف بلواه بعزاء زوجته الأخرى التي كانت هي وضرتها آيتين في المحبة والوفاء.. وانتهى من هذا إلى أن الاحتياط ضرورة.. والادخار لليوم الأسود عقل وزكانة، فالشرع الإسلامي أباح هذا الاحتياط.. وأنا أفكر في نفسي فأحمد الله ليل نهار لأنه وهب لي (احتياطاً) لولاه لتعبت في الحياة..). واختتمم مقالته بالقسم الثالث (الجنس اللطيف) متسائلاً: «أحقًا المرأة جنس لطيف رقيق؟ أما أنا فأرى الرجل هو الجدير بهذا اللقب الكريم، هو ألطف من المرأة وأرق، بل وأجمل وأرحم... المرأة أقسى من الرجل، فلهذا أسندت إليها مهمة التمريض وتربية الأولاد، ومعاناة المرضى وخدمتهم. وكمية الإحساس الموهوبة للرجل أكثر من المرأة، ولهذا تحتمل المرأة آلام الطلق والولادة التي لا يمكن لأعتى العاتين من الرجال احتمالها، ومرد ذلك إلى تبلد الحس في المرأة... أما الجمال فنصيب الرجل منه أوفر من المرأة ولكننا نحن الرجال أضفينا على المرأة المعاني وصور الخيال حتى جعلناها (الجمال) الذي ننشده ونحلم به ونسعى إليه.. وما دمنا انتهينا إلى الكرم والأريحية والعطاء، فإن المرأة لا تعرف هذه الصفات، هي تكرم من مال الرجل وحقه، وما تعودت يدها البذل إلا عدوى أصابتها من يد الرجل من كثرة المصافحة».
o فانبرت له السيدة ن. ي بصحيفة المدينة بتاريخ 11-6-1383هـ بمقال (إلى من أراد أن يكون رمز الجمال!) «.. أما كلمته عن الجنس اللطيف.. فهي أعجب وأغرب.. لقد جرد المرأة من كل أنوثتها، بل من جميع صفاتها التي منحها لله لها.. لقد جردها من الجمال الذي هو وصفها.. ومن الرقة التي هي طبعها.. ومن الرحمة التي هي منبعها.. ومن الحنان الذي هي مصدره.. وألبس كل هذه الصفات لمن؟ له.. للجنس الخشن.. للرجال الذين هو منهم.. أما القسوة التي نسبتها للمرأة فلا أظن أن هناك من احتمل ما احتملته من ظلمات التاريخ وعنت الدهر وعسف الأب وصلف الزوج ووقرا الحمل وألم المخاض وسهر الأمومة.. راضية مطمئنة.. ذلك هو طور الأمومة فهناك تنزل المرأة عن حقها من الوجود لمن فصل عن لحمها ودمها.. تسهر لينام وتظمأ ليروى وتحتمل الألم الممض راضية مغتبطة. إن التضحية التي تتحملها المرأة وتكتم آلامها في كل حياتها هي في نظرك قسوة وعدم إحساس وتبلد حس، فلله ما أكرم هذه الألفاظ... فهل تعد المرأة ملاكاً للرحمة، أم أن كان هذا دليل على تحجر القلب كما وصفتها؟
لقد قلبت الأوضاع يا سيد عطار في كل شيء حتى الجمال نسبته لكم فجعلته في الرجل أوفر منه في المرأة.. ونحن النساء نبارك عن طيب خاطر في الجمال وصفاته التي تحدثت عنها في نفشة الديك.. وخيلاء الطاووس، وجمال جسم الغوريللا، وأخيراً أقول لك إن رأيك في المرأة قديم قد سبقك إليه زكي مبارك وتوفيق الحكيم.
o فيرد عليها بعكاظ في 26-6-1383هـ ( رد على مقال السيدة ن. ى.. المرأة جنس غير لطيف!!) «زادني نقد السيدة ن. ي المنشور بأحد أعداد (المدينة المنورة) ثقة بما كتبت في المرأة وما لم أخطه أعظم مما كتبت، وما نشرته أكثر مما طويت، فالرجل خير من المرأة، وهو أرق منها قلباً وأكرم نفساً وأسخى يداً وأعظم عقلاً وعبقرية، وأشد ابتهاجاً بالفكاهة والنكتة والنادرة وقبولاً للمزاح والدعابة، واتصافاً بخفة الروح.. ولكن السيدة ن.ى تنكر الواقع وتتطاول على الحق، وذلك طبعها الأصيل الذي يدل عليه قول الرسول الأعظم (يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى أحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط).
تقول السيدة ن. ي: وأين الرقة التي نسبتها للرجل أيضاً.. هل هي في اختراعاته الحديثة المدمرة الفتاكة أم في مصارعة الثيران حين لا يجد من يفتك بهم من بني الإنسان. وأنا لم أنف القسوة عن الرجل، ولكن المرأة أشد منه قسوة، ثم ليس الرجال جميعاً هم الذين اخترعوا المدمرات الفتاكة، من اخترعوها لم يخترعوها إلا لاستعمالها في الحرب... حتى (موضة) النساء من ابتكار الرجل لا المرأة، أثوابها وتزجيج حواجبها وتطريتها وقص شعرها من عمل الرجل... أما السيدة ن. ى فلا أعرفها، وما عرفتها إلا من نقدها، وأنا يا سيدتي لم أقلب الأوضاع، ولا تخشي على المرأة، فلن تبور سوقها ما دام الرجل موجوداً، ولن يتوانى الرجل عن طلبها وإن كان في جمال يوسف وهي في دمامة (أحدب نوتردام)، لأن المرأة نصف الرجل الذي يتمه، ولا تمام له إلا بها... لقد أباح الله للرجل تعدد الزوجات... أما والسيدة الناقدة تأمرني بالرجوع إلى كتب السيرة.. فأقول لها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا معشر النساء، تصدقن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء»... وبعد، فإني أشم من نقد السيدة ن. ى رائحة رجل أود أن ينصحها ويكبح منها الجماح أو يعينها على البر، ويصرفها إلى ما فيه الخير».
o فترد عليه بالمدينة في 10-7-1383هـ تحت عنوان: ( المرأة لا تتجنّى) «قرأت رد الأستاذ العطار في إحدى أعداد صحيفة عكاظ والذي أتهمنى فيه بالتجنّي على الرجال بقوله دون نظر إلى الحق لأنني لا أعرفه إذا كان في صف غيري، ولا أدري أنا من هو المتجني؟ هل هو الرجل الذي هاجم المرأة أم هي المرأة التي تدافع عن حقها... جرد المرأة من كل صفاتها الحميدة وألبسها للرجل بل أراد في كلمته الثانية أن ينتقم من المرأة في شخصية زوجة الأب وقسوة معاملتها لأبناء زوجها إلى حد خنق الرضيع... إن العطار نفسه يعرف أن هذا ليس هو خلق كل امرأة فهذه الحالة من القسوة حالة فردية شاذة توجد في المرأة وتوجد في الرجل... ولقد اتهمني السيد العطار بالخطأ وسألني التوبة والاستغفار وبأنني اتهمت غير متهم وانتقصت كاملاً وهو عمار بن ياسر. فمن أين أتى السيد العطار بهذا الاتهام وأنا لم أذكر عن عمار ابن ياسر شيئاً... وأختم كلامي بأننا نحن النساء نعلم (أن الرجال قوامون على النساء) ولكننا نعتز في الوقت نفسه بصفاتنا ومكانتنا في المجتمع ولا نرضى بالنقيصة من الرجل وعلى الرجل أن يحترم المرأة ولا يتعدى على كرامتها». كما أني أبارك للعطار (الاستبن) أو الاحتياط، فكلامه يدعو إلى الزوجة الأخرى.
وقالت: «وصلتني رسالة من السيد صخر جلدة مطولة ومكونة من سبع فقرات وكلها عن الرجل وهجوم على المرأة وسيكون الجواب عليها في العدد القادم إن شاء الله ن. ى».