لِذَاتِ الفَقْدِ.. أعلَنتُ انْتِظَارِي
عَلَى أملِ اللِّقَاءِ الاخْتِيَارِي
سأُهدِيْهَا قَصِيْداً «عَارِفِياً»
سَمَاوِيَّ الحُروفِ.. كَمَا النَّهارِ
أقُولُ لَها: رُويدَكِ إنَّ فَجْراً...
سَيُشرِقُ ضَوْءَهُ في كُلِّ دَارِ
ويَمْضِي الأمْسُ.. واللَّيلُ المُسَجَّى
وَيأتِي الغَدّ مَوْفُورَ الوَقَارِ
فهَذِيْ دَورَةُ الأقدارِ تَعْلُو...
سَمَاوَاتٍ... وتَهبِطُ في القَرَارِ
وَكُلِّ النَّاسِ مَشْغولُونَ فِيهَا
بَفَقْدٍ كَانَ، أو مَحْضَ اخْتِبارِ
أذَاتَ الفَقْدِ.. لاَ تبقَيْنَ ثَكْلَى
تَئِنُّ مِنَ المَواجِعِ والعَثَارِ
تَنَاسَيْ كُلَّ مَا قَدْ كَانَ، وامْضِيْ
وَخُوضِي النَّهرَ... إنَّ النَّهرَ جَارِي
دَعِي الأبْوابَ مُشرَعةَ الزَّوايَا
لِتَأتِ ريَاحْ (أبِي ذَرِّ الغِفَارِي)
وَتَلْقَينَ السَّعَادَة فِي حِمَاهَا
مُرَفَّهَةً.. عَلَى عِزِّ الفَخَارِ
دَعِي الأحْزَانَ.. فالأفْراحُ أوْلَى
وَلَبِّي نَبضَ قَلبٍ لا يُمَارِي
وَسَوِّي مِنْ شَرابِ المُرِّ حُلْواً
وَكُونِي الضَّوءَ فِي الليل المُوارِي
عَسَى الأيام تَنْسِجُ من ضُحَاهَا
حَرِيْراً نَاعِماً... يَكسُو البَرارِي
... ... ...
الحرم مكة 3-7-1441هـ
جدة 10-7-1441هـ
** **
- شعر/ د. يوسف حسن العارف