رقية سليمان الهويريني
ننعم في الرياض بحالة من الهدوء التام ابتداءً من الساعة الثالثة عصراً وحتى صباح الغد، في بيوت آمنة وحالة من الطمأنينة. فالاحتياجات الغذائية متوفرة وتجلب يومياً أثناء ساعات الفسح، والتيار الكهربائي يعمل بانتظام وتصب المياه دون انقطاع.
قرار منع التجول، ساخراً من هذه القرارات، مخترقاً النظام الذي وضع من أجله ولمصلحة المجتمع!
ولئن كانت النيابة العامة بالمرصاد، حيث تقبض على المستهترين وتحقق مع ممن ينشرون صورهم أثناء كسر الحظر وإرسال رسائل سلبية للمجتمع؛ فإن ذلك يعني أن الحكومة لن تتوانى عن تأديب الخارجين عن القانون وردعهم ومحاسبتهم برغم وجود الاحترازات من الداء القاتل.
إن هؤلاء العابثين الذين يستهينون بأوامر الحكومة ويتهاونون بخطورة فيروس كورونا ويسعون لكسر اللحمة الاجتماعية والوطنية هم بالواقع مفسدون وينبغي إيقاع أشد العقوبات الرادعة عليهم والتشهير بهم في حينه ردعاً لأمثالهم.
ولكي نجعل وزارة الصحة وطواقمها الطبية تعمل بهدوء وتسيطر على المرض؛ فإن التكاتف الاجتماعي لا يقل أهمية عن الجهود التي تبذلها الحكومة من أجل صحة الإنسان. وعليه ينبغي ضبط تصرفات بعض المشاهير ممن لا يتقيدون بالأنظمة ولا يحترمون القرارات ويستفزون المجتمع ويجرِّئون المتابعين لهم على الاستهتار بالأنظمة.
ويجب أن نكون على استعداد تام لتقبل فرض الحظر الكامل -إن دعت الحاجة له- حيث تحولت له بعض الدول لإحكام السيطرة على انتشار الفيروس، وقبل ذلك ينبغي تجنب الزحام من خلال قضاء المستلزمات المنزلية في وقت باكر، كما على المتاجر ومحلات بيع التجزئة تحديد عدد المتسوِّقين داخلها بحيث يكون الدخول دورياً للمحل تجنباً للزحام.
وعلى العموم، فبعد رحيل المرض لا بد أن ندرك بأن وجود السيارة وتوفر الوقت والمال لا يعني الخروج من المنزل مراراً وتكراراً، كلما تذكر الشخص غرضاً، بل الأصل هو البقاء في المنزل والخروج لأداء الصلاة في المسجد أو للعمل والعلاج والزيارات الأسبوعية والترفيه، وعداها البقاء في المنزل متعة.