إبراهيم الدهيش
- في هذا الظرف العصيب هناك من تملكه الخوف والهلع وعدم الثقة لدرجة (الوسوسة) في كل ما حوله من إجراءات وتنبيهات حتى في كل ما يفعله (شخصيًا) من احترازات وقائية، وهناك على الجانب الآخر -مع الأسف- قلة ممن بلغ بهم الاستهتار واللامبالاة حد عدم التقيد بالتعليمات والتحذيرات الصادرة من الجهات الرسمية ومن دوائر الاختصاص!!
- وفي اعتقادي أن فئة الخائفين من (كل شيء) بحاجة لبرامج إعلامية تولي الجانب النفسي أهمية لا تقل عن جهود الإعلام التوعوية، خاصة وقنوات التواصل الاجتماعي تشهد نشاطًا فوضويًا واستنفارًا غير مسؤول في بث الأراجيف والشائعات وزرع الخوف والرعب في النفوس الضعيفة من خلال رسائل المنقول والمحول دونما وازع من ضمير أو خوف من الله أو حياء من وطن من غير مرجعية رسمية أو استناد على قول علمي موثوق لدرجة تسطير الوصفات والخلطات الشعبية لعلاج هذا الداء!!
- ولم يكن للمستهترين من عديمي الضمير وقلة الوعي أدنى تأثير، فالنسبة الأكبر من المجتمع من المواطنين والمقيمين كانوا على درجة عالية من المسؤولية من حيث التجاوب الإيجابي مع كافة الإجراءات الاحترازية الوقائية التي سنتها الحكومة -أيدها الله- للمصلحة العامة بالرغم من أن بعضها -أي تلك الإجراءات- عبارة عن تجارب جديدة لم يعهدها ولم يألفها المجتمع السعودي -ولله الحد والمنة- وأعني (بالضبط) إجراء (منع التجول) كخيار صعب بلا شك ورهان لم يبن على المجازفة بقدر ما بني على ثقة الجهات المسؤولة بوعي (العقلاء) من المواطنين والمقيمين واستشعارهم بأهمية مجابهة خطر انتشار هذا الفيروس الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة كواجب شرعي وأخلاقي وإنساني واجتماعي.
- ويظل المطمئن والملاحظ ارتفاع حجم الوعي الفردي والمجتمعي بالرغم من مرارة الأزمة وارتفاع سقف خطورتها من خلال التقيد بالتعليمات وبوسائل الوقاية وتقديم المبادرات الإيجابية والتطوعية فضلاً عمن استغلها في مراجعة وتنمية ذاته وترتيب أولوياته وإعادة صياغة سلوكياته و(برمجة) مسار حياته الأسرية والاجتماعية بطريقة إيجابية ناهيك عن استشعاره بأهمية وقيمة الأمن الوطني والصحي والغذائي وعظمة إقامة شعائر الله في دور العبادة.
-ويبقى الأهم- ما بعد كورونا -بإذن الله تعالى- أن تظل تلك الممارسات (المكتسبة) والتي أفرزتها تلك الجائحة سلوك وأسلوب حياة جديدة لا أن تذهب وتختفي لمجرد زوال السبب!!
تلميحات
-في وقت اعتبره (البعض) من عديمي الضمير فرصة للتكسب وزيادة الأرباح، قالت سيدة الأعمال (مريم) فتاة عنيزة قولتها الغارقة بالإيثار المتخمة بالوطنية: (مهوب وقت استثمار لاحقين عليه. التاجر اللي يستثمر في هذا الوقت مهوب مواطن)، وشمرت عن ساعديها وسخرت أسطول النقل لديها لتوزيع المعقمات والقفازات على رجال الدوريات الأمنية وتوصيل طلبات المواد الصحية والدوائية أثناء الحضر للمحتاجين بالمجان! رسالة ولا أروع وجهتها (مريم) لأولئك الانتهازيين الذين أنساهم الطمع مسؤوليتهم الاجتماعية والأخلاقية تجاه وطنهم في مثل هذا الظرف. لا أقول سوى (بيض الله وجهك يا بنت الرجال)!
- اشعر كغيري كثر بخذلان بعض -وأقول بعض- مشاهير قنوات التواصل الاجتماعي لوطنهم وأمتهم في هذا الظرف الاستثنائي الذي يتطلب تضافر كافة الجهود التوعوية وأمقت حد (الحنق) من استخف دمه وداوم بالتغريد خارج السرب والنص!!
-بفضل من الله أولاً ثم بجهود حكومتنا الرشيدة ومسؤوليها المخلصين في التعامل الإيجابي والاستباقي مع أزمة كورونا عاش المحترفون الأجانب هنا بيننا مطمئنين آمنين في الوقت الذي غادر كثير من زملائهم في البلدان الأخرى إلى أوطانهم خائفين مذعورين بسبب أن تلك البلدان لم توفر لهم الحماية الكافية كما جاءت تصاريحهم! دمت يا وطني واحة للأمن وملاذًا للخائف.
-وفي النهاية: (3) وصايا نبوية جاءت في حديث النبي -صلوات ربي وسلامه عليه- الذي رواه الإمام الترمذي عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- لما سأله الصحابي: ما النجاة يا رسول الله؟ قال: (أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وأبك على خطيئتك) صلى الله عليك يا علم الهدى. وسلامتكم.