فهد بن جليد
هذا النوع من التصوير بات (موضة) الأوضاع الراهنة التي أجبرت الناس على لزوم منازلهم بسبب (فيروس كورونا)، هناك من يشعر بالحرج والقلق والخجل من السماح للآخرين بإلقاء نظرة على منزله من الداخل ومقارنته بمنازل النجوم والمشاهير، مع انكشاف مساحات المكان الذي يصور فيه أمام الأصدقاء أو الأقرباء أو المتابعين، الحل يكمن في فهم طريقة التصوير الاحترافية والتعود عليها من خلال سلسلة من النصائح التي يجب اتباعها والعناية بها عند تصوير الفيديوهات أو الصور داخل المنزل، وهي كفيلة بخروجك بالشكل اللائق والمرضي بكل ثقة.
أولاً اعتمد زاوية مناسبة لا تكشف تفاصيل منزلك أو الغرفة التي تجلس فيها، لتترك انطباعاً جيداً عند المشاهد لإكمال صورة المكان وتخيلها، ثانياً احرص على ارتداء ملابس بسيطة (غير متكلفة) بعيداً عن ملابس النوم تجعل مظهرك بعيداً عن الرسمية، وكذلك أطفالك وتذكر أنّك داخل منزلك وبين أفراد أسرتك، ثالثاً تذكر أنَّ الجلوس قريباً من النافذة يظهر ملامحك بشكل جيد مع أشعة الشمس، مع ضرورة استخدام إضاءة جيدة في الليل أو داخل الأماكن المُغلقة، رابعاً تحرك بتلقائية ودون تصنع، خامساً تحدث بعفوية وانتبه لكلماتك أو الأصوات المحيطة بك، سادساً بعض الأوقات يمكن الاعتماد على الصورة لإيصال الرسالة مع (كتم الصوت) نهائياً، سابعاً لا تكثر من الفيديوهات ولا تجعلها مُمِّلة، ثامناً تذكر دائماً أنَّ المحتوى أو المادة التي تقدمها أو الموضوع الذي تتحدث حوله هو الأهم، تاسعاً لا تخرج دون سبب، ولا تقلد الآخرين ولا تتصنَّع، عاشراً اهتم بشخصيتك وكن إيجابياً في هذه الظروف التي يعيشها الجميع.
هناك مشاهير جدد (أفراد وعائلات) بدأ يسطع نجمهم ويلمع مع الحجر المنزلي، بسبب تفاصيل حياتهم التي يستعرضونها وكيف يقضون أوقات منع التجول، فيديوهات هؤلاء تسبَّبت بنوع جديد من المشكلات الأسرية التي بدأت تظهر مع مقارنة حياتنا بحياة هؤلاء النجوم، هنا نحتاج السيطرة على المشكلة بهدوء، وفهم الخدع التي يستخدمها كثيرون من حولنا لتقديم صورة وردية عن حياته وتفاصيلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي -وهذا حق للجميع- لكن يجب الانتباه لأثر تلك المُقارنة بحياة الغير، رغم أنَّ ما نراه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويخرج علينا من تفاصيل حياتهم قد لا يكون الحقيقة كاملة، وهو مجرَّد سيناريوهات مُعدَّة مُسبقاً لناحية الخلفيات والديكور وحتى طريقة الكلام والفعاليات المُستخدمة للخروج بصورة جميلة والحفاظ على بريستيج ما، وهنا أتذكر قصة طريفة حدثت الأسبوع الماضي تبين ذكاء أحد موظفي الشركات الأجنبية التي تعقد اجتماعها عن بعد، عندما انشغل المدير وكبار الموظفين بالتساؤل كيف لموظف بسيط أن يعيش في هذه الشقة ذات الإطلالة الفارهة؟ ولكن الموظف اعترف لزملائه بأنَّه كان يضع (صورة) خلفه لتعطي هذا المنظر في اجتماع الفيديو عن بعد، هذه باختصار كل القصة.
وعلى دروب الخير نلتقي.