عثمان أبوبكر مالي
لامست الجهود الكبيرة التي قدَّمتها حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لمواجهة الوباء العالمي؛ فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) جميع مجالات الإنسان والحياة، سواء ما كان منها احترازياً أو وقائياً أو استباقياً أو صحياً، منذ الوهلة الأولى وحتى مرحلة دخول بعض الحالات مرحلة الاستشفاء والتعافي والخروج من الحظر في اليومين الماضيين - ولله الحمد.
كل ما تم هو ومن أول يوم موضع اعتزاز وفخر كل مواطن سعودي والتزام وحديث الناس، وترفع لأجله أكف الضراعة إلى الله وتلهج الألسنة بالدعاء والحمد له سبحانه وتعالى على العز والكرم والنعيم، الذي نحن فيه، نسأله عزَّ وجلَّ أن يديمها علينا ويبارك فيها.
وعلى نهج الحكومة الرشيدة -حفظها الله- سارت بعض الجهات غير الرسمية من مؤسسات ومراكز وبنوك وجمعيات خيرية وغيرها، فظهرت مبادرات (مساندة) وداعمة للجهود والتوجه الحكومي في هذا الظرف الحرج وبأشكال مختلفة، سواء ما كان منها بالجهد أو المال أو الأعين أو البرامج والمستشارين، دعماً لصناديق مختلفة مثل (صندوق الوقف الصحي) وغيره.
ورغم أن المبادرات الرياضية العامة موجودة ومعتادة في وسطنا الرياضي الفردي والجماعي، المنظِّم والتلقائي وعلى مدار العام؛ إلا أنها في هذه الظروف العصيبة لم تظهر - ولا تكاد تذكر- وإذا وجدت فهي شحيحة وعلى استحياء ولا تتناسب مع الحالة القائمة، خاصة ما يتعلَّق منها بمبادرات الأندية الكبيرة التي عودتنا على مشاركات (مشكورة) في المجالات الإنسانية وفي (المسؤولية الاجتماعية) غير أنه في هذه الظروف العصيبة التزم معظمها الصمت، واكتفت بالفرجة على ما تقوم به الجهات الرسمية، رغم الحاجة الكبيرة لها، وفي محيطها وليس خارجه (!)
ما أراه أن أكثر الأندية الرياضية إن لم يكن جميعها محتاجة في هذه الظروف أن يكون لها دور -وبشكل خاص- (نظرة إلى الداخل) توجهها إلى بعض العاملين فيها من أصحاب المرتبات الضعيفة الرسميين منهم، وبشكل أكبر وخاص غير الرسميين (العاملين المتعاونين) وهم موجودون في كل الأندية، وأكثرهم لا يحصلون على مرتبات وإنما (مكافآت) شهرية ضعيفة، وهي وإن كانت كذلك إلا أنها مفيدة ومهمة جداً، يعتمد عليها جداً غالبيتهم في كثير من أمور حياتهم، سواء كانوا عاملين أو إداريين أو مدربين (وطنيين) وتزداد حاجتهم لها مع الظروف الحالية التي يعيشها الجميع، والحاجة تزداد في تلك الأندية التي جاءت الجائحة على منسوبيها من هذه الفئة وقد مرَّ عليهم أشهر (تصل إلى ثلاثة أو أكثر) ولم تسلَّم لهم تلك المكافآت، فكيف سيكون الحال وقد توقفوا عن العمل؟ إن المطلوب هو نظرة إلى هؤلاء من قبل إدارات تلك الأندية، وحتى من بعض رجالاتها وداعميها بعيداً (عن الرسميات) حتى يزيل الله سبحانه وتعالى هذه الغمَّة عن البلاد والعباد، حفظ الله ولاة أمرنا وبلادنا ومن فيها والمسلمين من كل سوء ومكروه (إنه سميع مجيب).
كلام مشفر
- مبادرة تبرع رياضية واحدة ظهرت إلى ساحة الدعم، جاءت من الكابتن حسين عبدالغني، قائد فريق الأهلي، الذي أعلن (رسمياً) وضع إمكانيات وكوادر (مجموعة شركاته) تحت تصرف وزارة الصحة، وهي بادرة وطنية ليست مستغربة منه إطلاقاً
- المستغرب أن تكون هي الوحيدة من نجوم الكرة السعودية (المعلن منها رسمياً) وليس بعيداً أو مستغرباً أن تكون هناك مبادرات مشابهة (لم تصلني) أو لم يعلن عنها، وإن كان الموقف يستحق ويحتاج الإفصاح عن المساعي الإنسانية ونوعيتها لتكون (رسالة) تقدم للشباب والمجتمع.
- تسابق عدد من اللاعبين النجوم (حاليين ومعتزلين) في مبادرة التمارين البيتية تحت شعار (خليك بالبيت) وكان المنتظر ولا يزال أن يخرج منهم (أيضاً) تسابق نحو مبادرة (تبرع) مجتمعي بأي شكل من الأشكال يتناسب مع الوضع القائم والمحفز
- والمتابع يجد أن نجوماً كباراً في العديد من الدوريات الأوروبية (العالمية) تسابقوا وأعلنوا مبادراتهم (المجتمعية والرياضية) من تبرعات مالية وعينية، ورياضية تتمثَّل في التنازل عن نسبة من مستحقاتهم مع قيام بعض الأندية بتخفيض الرواتب الشهرية الرسمية في عقود بعض لاعبيها بموافقتهم.
- بالمثل قدَّم بعض اللاعبين الأجانب في الأندية السعودية مبادرات وتبرعات لمجتمعاتهم في دولهم وأعلنوا عنها رسمياً، وهو ما فعله (مثلاً) كابتن حمد الله (لاعب النصر) وابن جلدته وليد أزاروا (لاعب الاتفاق) وكارلوس أندريا لاعب العدالة، الذي تبرع لبلده (مدغشقر) وللجزائر، وهناك لاعبون آخرون عرب في خارج بلدانهم ساروا على نفس النهج مثل المغربي أشرف بن شرقي (لاعب الزمالك).