واس - «الجزيرة»:
نوه سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه لله- بمنع التجوُّل للحد من انتشار فيروس كورونا ضمن التدابير الاحترازية والوقائية لمنع هذا الوباء من انتشاره، والحد من تفشيه - بإذن الله تعالى -؛ وهو ما يتطلب من المواطنين والمقيمين التعاون مع الجهات الأمنية والصحية لما فيه سلامة الجميع.
وقال سماحته: إن من مقاصد الشريعة التي جاء الإسلام بها حفظ الضروريات الخمس، وهي (حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العِرض، وحفظ المال)؛ فحفظ النفس من جملة الضروريات التي أمر الشارع -جل وعلا- بحفظها، وعدم تعرُّضها للهلاك؛ قال الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}. ويأتي ذلك إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بمنع التجول أثناء فترة الحظر، والالتزام بتوجيهات الجهات الأمنية والصحية لما في ذلك من حفظ النفوس وحمايتها من التعرض لوباء فيروس كورونا؛ حتى يرفع الله تعالى عنا الغمة، ويدفع هذا البلاء. فالواجب على جميع المواطنين والمقيمين السمع والطاعة لتوجيهات ولاة الأمر، وعدم المخالفة؛ لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ}، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني» رواه البخاري ومسلم.
وأضاف: إن كل شخص خالف الأنظمة التي أقرها ولي الأمر، ولم يلتزم بتنفيذها، كالتجول أثناء الحظر، أو تسبَّب في نقل الوباء إلى الآخرين متعمدًا، أو استخدم وسائل التواصل الاجتماعي للسخرية والتنقيص من جهود الجهات الأمنية والصحية، أو التحريض على خرق الأنظمة، فهو آثمٌ؛ قال الله تعالى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وسأل سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء اللهَ تعالى أن يوفِّق خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وأن يبارك في جهودهما، ويجزيهما عنا وعن المسلمين خير الجزاء، وأن يوفق الجهات الأمنية والصحية، ويبارك في جهودها، وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه، ويرفع عنا هذا الوباء، ويشفي مرضى المسلمين.