مسفر آل فطيح
سيكتب التاريخ في صفحاته أن فيروس كورونا وحَّد العالم أجمع رغم اختلافاته السياسية والاقتصادية، فهو عدو حقيقي، وكل ما توصل إليه العلماء من براءات الاختراع الطبية الحديثة لم توقف هذا العدو إلى هذه اللحظة. والحل هو الابتعاد والحجر المنزلي واتخاذ كل الاحتياطات لمنع انتشاره بصورة كبيرة.
المملكة اتخذت خطوات جبارة ومبكرة وإجراءات أمنية لحظر التجول واحترازات طبية قبل انتشاره، ولله الحمد - أبطال الصحة واجهوا هذا العدو والوباء بقوة الإيمان والإرادة، فهو يُعَدُّ من ألد الأعداء، لا يُرى بالعين المجردة وينتقل من شخص لآخر ويبقى أثره في كل مكان، منسوبو الصحة هم أصحاب المرحلة يواجهون هذا العدو في المستشفيات ومع المرضى وفي كل مكان، والأدهى من ذلك عندما يعودون إلى منازلهم وإلى محبيهم يكون لديهم حرص شديد بأن هذا الداء قد يكون معهم وينتشر في بيوتهم، لذلك هم يخوضون أعظم المعارك على مدار الساعة، وهم في الصفوف الأمامية المباشرة لصد هذا العدو الحقيقي، وهذا يظهر بأن أبناء الوطن رغم اختلاف تخصصاتهم يدافعون عن هذا الوطن الغالي ودون قيادته وشعبه بكل إخلاص وعزم وحزم.
وزارة الصحة تقود هذه المرحلة الصعبة بكل اقتدار وإدارة مثالية تتطلب من المجتمع الالتزام بالنصائح والإرشادات الطبية التي توصي بها.
جاءت قمة العشرين واستضافتها السعودية في مرحلة حرجة جدًا لمواجهة هذا الفيروس والعالم بكل قدراته العلمية والاقتصادية والسياسية استنفر بشكل غير مسبوق لوضع الحلول العلاجية لإيقاف هذا الخطر الذي حصد الكثير من الأرواح والاقتصاد العالمي يعاني من شبه شلل يتوجب فعل الكثير لمواجهته.
مهنة الطب تُعَدُّ من أعظم وأشرف العلوم الإنسانية وظهر منسوبو هذه المهنة العظيمة يقدمون أروع التضحيات، وهنا يتضح جليًا قيمة وعطاء العقول النيرة والنافعة التي ضربت أروع الأمثلة، بهم نقتدي ونرفع أعظم الدعوات والتحايا القلبية، قاموا بواجبهم الوطني ولا يريدون من المجتمع سوى الالتزام بالحجر المنزلي والاحتياطات.
أيام الرخاء تظهر سطحية بعض المشاهير الذين رسموا قناعات سلبية وتوجهات خاطئة للأجيال الصاعدة، نتمنى من بعض المشاهير أن يغيروا بعض اهتماماتهم التي ربما كانت تقف أمام طريق العلم وحصد ثماره العظيمة، لذلك كل القدوات النافعة والمؤثرة في المجتمع لها عظيم الشكر والامتنان فهي تضيء الطرق المعتمة وتزرع الأمل والمعرفة للتعامل مع صعوبات الحياة.
يبقى الأمل لدينا جميعًا لتجاوز هذه المرحلة، فهو كالشعاع المنسل من غياهب الهموم والأحزان والإحباط، وهو بذلك خيط رفيع نتمسك به لنصل إلى أبواب الحياة الجديدة التي يملؤها التفاؤل والنجاح والسعادة.
يقول العالم ابن سيناء (الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء)..