يعد الأطفال أكثر الفئات ضعفاً عندما يتعلَّق الأمر بالإنفلونزا أو الفيروسات التاجية الأخرى، أما فيما يتعلَّق بفيروس COVID-19 فقد أشارت التقارير العالمية الصادرة عن الجهات ذات العلاقة إلى إصابة أكثر من (2951) بفايروس كرونا في الولايات المتحدة الأمريكية مع توقّع ارتفاع العدد. وبحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة السعودية هناك (103) حالات إصابة مؤكَّدة من بينهم طفلان وهذا مؤشِّر على أن الأطفال لا يصابون بالفيروس التاجي بنفس معدل البالغين، حيث يعاني الأطفال عند الإصابة أعراضاً خفيفة أو أنهم لا يشعرون بأية أعراض على الإطلاق.
وكشفت مجلة Nature Medicine عن دراسة جديدة قام بها باحثون صينيون نشرتها في عددها الصادر بتاريخ 13 مارس 2020، حيث قام الباحثون بين تاريخ 22 يناير حتى 20 فبراير بفحص (745) طفلاً كانوا على اتصال وثيق مع مرضى COVID-19 أو كانوا أحد أفراد عائلات تعرضت لتفشي المرض، وقد أثبتت الفحوصات المخبرية إصابة 10 حالات بالفيروس (1.3 %) تتراوح أعمارهم بين شهرين و15 عاماً وتعافوا جميعهم من المرض.
وبيَّنت الدراسة أن سبعة أطفال من العدد الإجمالي للمصابين ظهرت عليهم أعراض تشمل الحمى والسعال والتهاب الحلق واحتقان الأنف، ولكن لم تظهر على أي منهم أعراض الصداع أو آلام العضلات، ولم تظهر صور الأشعة السينية لجميع الأطفال العشرة أي علامات على الالتهاب الرئوي، والتي تم تحديدها في الحالات الشديدة لدى البالغين، وأوضحت الدراسة أن أحد الأطفال المصابين لم تظهر عليه أي أعراض على الإطلاق، لذلك فإن الأعراض الخفيفة وغير النمطية للعدوى عند الأطفال قد تجعل من الصعب اكتشاف المرض.
وحسب شبكة الأخبار CNN لم تسجّل في الصين سوى حالة وفاة لشخص مصاب تحت سن العشرين من العدد الإجمالي لحالات الإصابات المؤكَّدة البالغ عددها (45000) حتى 11 فبراير، كما لم تسجّل حالات وفاة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات، كما أشارت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن المصابين البالغين يشكلون معظم الحالات المعروفة حتى الآن، والأطفال المصابون بـCOVID-19 تظهر عليهم بشكل عام أعراض خفيفة. كذلك أشار (CDC) أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة مثل أمراض القلب والسكري وأمراض الرئة هم الأكثر عرضة للخطر.
وعلى الرغم من أن الأطفال ليس لديهم احتمال الإصابة بأعراض حادة، أو أي أعراض على الإطلاق، إلا أن هذا لا يعني أنهم لن يصابوا بالفيروس ويصيبوا الآخرين بالعدوى، فالمشكلة تكمن في أن الأطفال حين يصابون بالعدوى، تكون المدارس أرضًا خصبة لذلك، حيث يذهبوا إلى المنزل ويصيبوا الجد والجدة، أو أحد الأقرباء، أو شخصًا قد يكون في وضع أكثر ضعفًا، لذلك ألغت العديد من المدارس الفصول الدراسية في جميع أنحاء البلاد كإجراء احترازي للحد من انتشار الفايروس.
** **
د. هيا السبيعي - استشارية أطفال والأمراض الصدرية
@kids_Sleep