د. حسن بن فهد الهويمل
ذكرني {أبويزن} بالزاوية، وحالي:
كأنما أنا في حِلّ ومرتحل
موكل بفضاء الله أذرعه
ومن ثم هرعت أكتب هذه الزاوية، وأنا فوق تل من الرمل، تذروه الرياح، في صحراء واسعة الأرجاء، آمنة المسالك، وليس معي إلا ذلك الجهاز المعجزة، في عصرالتقنية الدقيقة {النانو}.
هربت مع رفاقي إلى الصحراء، لأتنفس حرية الحركة، التي لم يعتد الشعب السعودي فقدها لحظة من الزمن.
(منع التجول) قيد لحرية التحرك، ألِفَته الشعوب التي بليت بالانقلابات العسكرية، وتلبست بالتشتت الحزبي، والتشرذم الطائفي.
واليوم لجأت إليه الحكومات الواعية، الحريصة على حياة شعوبها، وسلامتهم.
لم أحتمل الحظر، والحجر، على الرغم من أنه عين الصواب، والخيار الوحيد ومن ثم أقمت مع من أحب في عمق الصحراء، نسرح، ونمرح، بأمن، وأمان لا نختلط بأحد، ولا يختلط بنا أحد، نشاطر دولة العزم، والحزم قراراتها الوقائية الصارمة، الصائبة، التي أثبتت نجاحها في إدارة الأزمات.
(لعنة الفراعنة) نظرة تشاؤمية، لا تصمد أمام البحث العلمي.
وعلى الرغم من خرافيتها، فقد أخذت أبعادًا بحثية. في مكتبتي كتاب{لعنة الفراعنة} لن تصل يدي إليه الآن.
تذكرت هذه المقولة الخرافية، وأنا أقرأ في كتاب{شعراء الواحدة} الذي أهداه لى مؤلفه الشاعر{نعمان ماهر الكنعاني} زمن {المرابد} التي حضرتها ست حجج في {العراق} الفقيد. أعاده الله إلى حضنه العربي عزيزًا، كما عهدناه. وطهّره من الرجس الصفوي، الرافضي المجوس، العنصري.
شعراء الواحدة مجموعة من الشعراء الذين لم يؤثر عن كل واحد منهم إلا قصيدة واحدة. كـ{ الشنفرى} و{مالك ابن الريب} و{أبي البقاء الرندي}وأضرابهم، لقد شكلت هذه القصائد بالنسبة لهم {لعنة} تشبه {لعنة الفراعنة} بحيت لم يؤثر عنهم غيرها.
وشعراء أبدعوا مثل هذه المطولات المنخلة، المحككة لا بد أن يكون لهم شعر كثير، طمسته تلك الواحدة {اللعنة} في العصر الحديث تعرض عدد من الشعراء المبدعين لمثل هذه اللعنة. نذكر- على سبيل المثال - الشاعر السوداني {الهادي آدم} الذي أبدع قصيدة {أغدًا ألقاك} إذ عرف بها، ونسيت دواوينه الثلاثة، التي اشتملت على قصائد تفوقها: شكلاً، ومضمونًا.
لقد أحس الشاعر بهذه اللعنة، وضاق بها ذرعًا. على الرغم من أن من غنّت القصيدة، ومن لحّنها، ومن حولهما، أجروا عليها تعديلات جذرية، كادت تجعلها قصيدة جديدة. وبعض {الكتب} قد تلعب الدور نفسه، بحيث يطغى بعضها على سائر مؤلفات المؤلف، فتُنسى سائر كتبه، ولا يُعرف إلا بواحد منها كـ{تفسير الجلالين} و{رياض الصالحين}.
الموضوع شيق، وطريف، وكم أتمنى تناوله بشكل أعمق، وأشمل، وبخاصة في بحوث الترقية، لأن أصحابها على جانب من التمكن والاقتدار، والمنهجية.
رفع الله الغمة، عن أمتنا، وأعاد أرض المقدسات إلى ما قبل النازلة، في ظل قيادتنا الحكيمة..!