محمد آل الشيخ
صواريخ الحوثي التي تصدى لها أبطال الدفاع الجوي السعودي فرح بها وهلل بعض المنتمين لدويلة قطر على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالذات تويتر. وليس لدي أدنى شك أن هذا الفرح والتهليل كان بأمر من المخابرات القطرية، ورئيسها «محمد المسند»، الذي يكنُّ هو الآخر حقدًا وكراهية لكل ما هو سعودي، كما أن لديه فريق عمل من غزة، عملاء وشذاذ آفاق فلسطينيين، عملهم مناصرة كل عمل عدائي ضد المملكة وشعب المملكة، خاصة في هذه الأيام التي ينصرف فيها اهتمام العالم بأسره إلى مكافحة فيروس كورونا. وأنا هنا لن أتحدث عن غباء الحوثيين في اختيارهم هذا التوقيت الخطأ، خاصة أن تلك الصواريخ الإيرانية المتخلفة لا قيمة عسكرية لها، وإنما قيمتها إعلامية، وبسبب كورونا لم يكن لها تأثير إعلامي كبير؛ فحاول عملاء دويلة قطر لفت الأنظار لها. وهنا أريد أن أشير إلى حملة أذناب دويلة قطر التي أعقبت هذه الصواريخ، وكيف أن استخباراتهم لا تعمل بذكاء وحنكة، بقدر ما هو الحقد الدفين، وكما قال العرب: ما قتل الحقد مثل صاحبه.
نحن، وكذلك أهل قطر، يعلمون يقينًا أن من يحكم قطر من خلف الكواليس هو حمد بن خليفة، أما تميم فليس سوى حاكم صوري؛ لا يهش ولا ينش؛ ومن الظلم تحميل هذا المسكين تبعات أمور لا ناقة له فيها ولا جمل. حمد هذا يكنُّ للمملكة، ولشعب المملكة، كراهية وبغضاء، تتحكمان وتسيطران على كل تصرفاته، وفي مكالمته (الفضيحة) للقذافي يعترف بذلك، بل يفاخر بأنه يمول كل من ينشق على الحكومة من السعوديين، بغض النظر عن توجهاتهم. وقد اضطر بعد تسرُّب هذا الشريط إلى التنازل لابنه مرغمًا في محاولة لاحتواء تبعات هذه الفضيحة. وهذا - على ما يبدو - ما زاد حقده حقدًا؛ فقد فضحت أحقاده نواياه الخبيثة، ليس لنا فحسب، وإنما للقطريين أنفسهم، الذين وجدوا في تلك التصرفات ضربًا من ضروب الحقد والضغينة، وأبعد ما تكون عن الحصافة السياسية؛ الأمر الذي جعلهم فعلاً يشعرون بأنه أدخلهم في نفق مظلم مع المملكة وأهل المملكة، إضافة إلى الإمارات والبحرين، وسيكون له حتمًا تبعات خطيرة على كل المستويات في المستقبل، المتوسط والبعيد.
القطريون -حسب ما أسرَّ لي عاقل قطري- يأملون بأن يكون في هلاك حمد، وغيابه عن مسرح الأحداث، إصلاح لذات البَيْن، وإعادة المياه إلى مجاريها.. غير أن تميم الذي سيتسلم السلطة حقيقة بعد هلاك والده سيجد أنه وسط كثيرين، ساسة وفعاليات اجتماعية وإعلاميين، قام حمد بتمكينهم من الجهاز البيروقراطي، وعلى رأسهم محمد المسند، الذي يرأس استخبارات قطر. وهذا المسند يعمل منذ الآن على تكبيل قدرة تميم إذا ما تولى، حتى ولو اضطر إلى خلعه من إمارة الدويلة، وتولية أحد إخوته. فالمسند هذا متورِّط حتى أخمص قدميه في جرائم الوالد، سواء الداخلية والخارجية؛ وبالتالي فإن بقاءه يعني استمرار نهج الأب. والمسند يتوجس من تميم، رغم أنه خاله، ريبة تجعل مستقبل المسند على كف عفريت فيما لو غاب حمد بن خليفة.
وعلى أية حال، فحمد الآن مريض، وغيابه قاب قوسين أو أدنى؛ والسؤال: هل يستطيع تميم إذا هلك والده، وتولى السلطة، أن يكبح جماح رجل مخابرات قطر القوي محمد المسند، أم إنه سيرضخ له، ويسير حسب توجيهاته؟.. الأيام حبلى بالمفاجآت، وليس لنا إلا الانتظار.
إلى اللقاء