صيغة الشمري
يخبرني أحد الزملاء الإعلاميين في أحد المهرجانات بأنه تفاجأ بأن أحد ضيوف المهرجان أو الموجودين به أحد مشاهير التواصل الاجتماعي الذي لم يكن له سوى مقطع واحد ظهر فيه وهو يجلد أبناءه بخيزرانه جلدًا مبرحًا يقطع القلب ويعد من أقسى مشاهد العنف الأسري، هذه القصة جعلتني أتذكر من هم على شاكلة هذا المشهور عبر مثل هذه المشاهد ومشاهد غيرها من الخبل والتهريج والتسطيح لأتذكر بعض من الذين نحترمهم ونقدرهم وهم يقدمون الدعوات لمثل هؤلاء الساذجين ليصوروا معهم وكأنهم بحاجة لشهرة أو قيمة اجتماعية تضيفها لهم صورة مع ساذج من ساذجي التواصل الاجتماعي، كنت أتمنى أن أهمس بأذن بعض التجار أو ممن لهم قيمة اجتماعية ألا يمنحوا هؤلاء السذج أهمية سواء بدعوتهم أو التصوير معهم لأن ذلك يغرر بالجماهير ويزيد من إعجابهم بهم، هذا الكلام لا يجعلنا نخلط الحابل بالنابل ونجعل حكمنا شاملاً ضد جميع مشاهير السوشال ميديا، هناك من يفرض عليك احترامه وتشعر بأنه يستحق الجماهيرية التي حصل عليها لكونه يتحلى بالمسؤولية الاجتماعية والحس الوطني العالي ولديه نوع من الثقافة ويحاول قدر الإمكان أن يطور من نفسه لتقديم محتوى غير ساذج أو سطحي، نحن لا نريد أن نظلم مشاهير السوشال ميديا وبالذات مشاهير السناب شات لكونهم غير ملزمين بتقديم شيء ولكن المهم ألا يقدموا محتوى سيئًا أو هابطًا سواء من قول أو فعل، هو في النهاية حسابهم الخاص وهم أحرار فيما يقدمونه من خلاله طالما لا يتعارض مع الدين أو القانون أو تقاليد وعادات المجتمع، حالة الفوضى والتهافت على المحاولة للوصول للقب مشهور عبر السناب شات هي بسبب تلك الحفاوة التي جعلت أغلبهم يحصلون على مبالغ شهرية كبيرة جدًا فأصبح الجميع يريد أن يكون غنيًا من خلال تحقيق شهرة بالتواصل الاجتماعي تختصر عليه هم الوظيفة أو الدراسة، هذه الأيام فرصة سانحة لإعادة ترتيب هذه الفوضى التي تكاثر بها مشاهير التواصل الاجتماعي خصوصًا بعدما اكتشفنا بالدليل القاطع بأنهم لا يستحقون «الحفاوة» التي منحوا إياها!