سلطان بن محمد المالك
مع بداية تفشي فايروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، أدركت قيادتنا الرشيدة الخطر القادم واتخذت بشكل مبكر ومباشر عددًا من الإجراءات الاحترازية للتعامل مع الوباء بشكل مدروس وموزون وعلى مراحل حيث شكلت لجان وفرق عمل تعمل على مدار الساعة للتعامل مع أزمة عالمية فشلت كثيرًا من الدول العظمى في التعامل معها منذ البداية مما سبب لها كثيرًا من المشكلات. وفي ظل متابعة دقيقة وحثيثة من مولاي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين -حفظه الله- استطاعت المملكة أن تضع نفسها كأحد الدول المميزة والمتفوقة فيما اتخذته من إجراءات صارمة وحازمة للتعامل مع الأزمة، واضعة المواطن والمقيم وسلامتهم في الدرجة الأولى من الاهتمام، بل إن السعودية أصبحت مضرب مثل لدى العديد من الدول ومنظمة الصحة العالمية في طرق تعاملها مع الأزمة.
أخترت لمقالي عنوان «أبطال السعودية» لأن الأبطال كثيرون ومن الصعب حصرهم في بلد يحظى برعاية أبوية إنسانية من خادم الحرمين الشريفين، الذي حرص في كل القرارات التي أصدرها أن تكون في صالح الشعب أولاً وأخيرًا مؤكدًا على كافة المسؤولين إلا يتضرر أي مواطن أو مقيم من تبعات الأزمة الحالية.
أبطال السعودية هم من يسهر الليالي في سبيل توفير الراحة والأمان والرفاهية للشعب، فشكرًا لأبطال الأمن والحرس والدفاع الذين يعملون على مدار الساعة لضمان استتباب الأمن والدفاع عن الوطن والتأكَّد من الالتزام بالتدابير الوقائية مع قرارات حظر التجول، فهناك آلاف من رجال الأمن منتشرون في كل مكان من مملكتنا الغالية لحمايتنا وتقديم العون لكل من يحتاج. شكرًا لأبطال الصحة العاملين في المستشفيات والإدارات والمختبرات والمراكز الوقائية الذين استمر عملهم من دون توقف خلال الأزمة، بل تضاعف مع الأوضاع الحالية مخاطرين بصحتهم في سبيل خدمة وعلاج كل من يحتاج للخدمات الصحية والوقائية. شكرًا لأبطال التجارة والأعمال الذين يتابعون ويراقبون ويتأكدون من توفر كافة الاحتياجات الغذائية والمستلزمات الاستهلاكية والأدوية ومحاربة أي أعمال مخالفة للبيع والشراء. شكرًا لأبطال الاتصالات وتقنية المعلومات والذين ساعدوا الناس على البقاء في منازلهم من دون أن ينقطعوا عن أعمالهم ومصالحهم من خلال توفير خدمات اتصالات وإنترنت عالية المستوى. شكرًا لأبطال التعليم من المعلمين والأساتذة والإداريين الذين حرصوا على الوجود بقوة في وقت الأزمة لضمان استمرار العملية التعليمية عن بعد مع أبنائنا الطلاب. شكرًا لأبطال الإعلام الذين أسهموا في إيصال الرسائل التوعوية ونقل الأخبار لكل منزل. شكرًا لأبطال الخارجية والسفارات الذين استقبلوا أبناءنا ومغتربينا في كل مكان حول العالم وقدموا لهم كل رعاية واهتمام. شكرًا لأبطال النقل والقطار والبريد من يحرص على إيصال البضائع والطرود لنا في منازلنا وأماكن عملنا في كافة مناطق المملكة. شكرًا لأبطال الصناعة الذين يعملون في خطوط الإنتاج وزادوا الطاقات الاستيعابية لكي لا يحدث لدينا أي نقص في احتياجاتنا التموينية. شكرًا لأبطال العمل على حرصهم على منح العاملين في القطاع الخاص فرص العمل من المنازل مع توفير خيارات متعددة لأصحاب العمل، وشكرًا لدعم الأعمال التطوعية لفئات المجتمع ليتم الاستفادة من الطاقات البشرية في مثل هذه الظروف. شكرًا لكل مواطن بطل التزم بالتعليمات والتوجيهات.
شكرًا ملكنا، شكرًا ولي العهد، شكرًا يا وطني، نعتز ونفتخر بانتمائنا لهذا الوطن الغالي ونقول جميعًا، الحمد لله أننا سعوديون.
نسأل الله أن يزيل عن وطننا الغمة وأن نعود جميعًا لخدمة وطننا من مواقع أعمالنا لنقدم له الجزء اليسير مما نحظي به من رعاية مع هذه الأزمة.