فهد بن جليد
بما أنَّ مُعظم -إن لم يكن- جميع الجمعيات الخيرية في المملكة نجحت في التواصل مع الأيتام والأسر المُستفيدة من خدماتها (عن بعد)، نتيجة تخفيف الحضور لمقارها بسبب (فيروس كورونا) في هذه الظروف العصيبة، فلا يجب أن يتكبد المُستفيدون مُستقبلاً، عناء الوصول إلى مقار هذه الجمعيات وطرق أبوابها بعد انتهاء الأزمة إن شاء الله، متى ما احتاجوا الحصول على خدماتها، خصوصاً الأسر والعملاء المُسجلين مُسبقاً، بحيث يمكن اعتماد هذا الأسلوب (رسمياً) في العلاقة اللاحقة بين الطرفين عقب الزيارة الأولى إذا لم تدع الحاجة للزيارة الميدانية، وهذا لن يتم إلا بتشجيع الجهة المُشرفة على عمل هذه الجمعيات، لاعتماد التواصل الإلكتروني (كسمة رئيسة) بين الجمعيات و(النسبة الأعظم) من الجمهور المُستفيد من خدماتها.
استمرار العمل في مُعظمه بهذه الطريقة فيه تخفيف كبير على كاهل هذه الأسر من عناء الوصول إلى مقار الجمعيات والانتظار، حفاظاً على وقتهم، ورفعاً لمستوى وعيهم باستخدام التقنية في كل مناحي الحياة، وأنَّ ذلك لا علاقة له بالمستوى المادي أو المعنوي للأسرة، بل هو ضرورة حياتية في هذا العصر مثل الكهرباء والماء والهاتف في المنزل، ممَّا يرفع الحرج عن هذه الأسر، ويفتح لهم آفاقاً أوسع للتطور وتحسين وضعهم ولو بالعمل عن بعد.
في الجانب الآخر تقديم بعض الخدمات (بالعمل عن بعد) يفتح مجالاً أرحب لبعض المتطوعين المُتميزين وأصحاب الكفاءات والخبرات للمُساهمة في نشاطات هذه الجمعيات، دون شرط العمل داخل أسوارها، والالتزام بالحضور، وهذا يُحدث نقلة نوعية تسهم في رفع كفاءة العمل وتجويده بمساهمة أمثال هؤلاء، شريطة توظيف التقنية بالشكل الصحيح، وبالطريقة الآمنة لتقديم بعض المهام والجزئيات في عمل هذه الجمعيات، بالاستعانة ببعض المُتخصصين الذين لا يمكن تفريغهم للعمل من مقر الجمعية، ولا مانع من وجود برامج وتطبيقات تساعد هؤلاء المتطوعين لدعم المستفيدين مع هذه الجمعيات، إمَّا في إعداد البرامج أو إنجاز المهام، فمهما اختلفت الصور والآليات لتتكيّف الفكرة مع احتياج كل جمعية على حدة، تبقى الاستفادة الجماعية والمجتمعية من هذا الظرف وتطوراته وأسلوب تقديم بعض الخدمات فيه عن بعد، مكسباً وتجربة ناجحة لا يجب التفريط بها في مقبل الأيام.
وعلى دروب الخير نلتقي.