المستشفيات الكبيرة والمختبرات الكثيرة ومراكز البحوث الرائدة وكليات الطب العالمية والمنظومات الصحية جميعها عجزت في تحجيم هذا الفيروس الصغير، وأثبتت هشاشة البشر، والخطر المحدق بالبشرية وضعفهم لولا أن تداركهم رحمة ربّ العالمين.
ولا شك أن تعاطي الدول مع هذا الوباء قد تباين من دولة لأخرى فالبعض نظر للوضع نظرة مادية قاصرة، والآخر غلب الجانب الإنساني على الجوانب المالية فخسر الأول الرهان وتأثر اقتصادياً، وخسر أرواحاً في حين أن الآخر عمل بالأسباب وحاول تقليل انتشار المرض باحترازات وقائية فتم الحد من انتشار المرض -بإذن الله-.
والمملكة العربية السعودية وبفضل من الله -عزّ وجلّ- ثم بحنكة وحكمة قيادتها الرشيدة الراشدة سارت في اتجاه المسار الإيجابي الآخر من منطلق ديني، ومن موقع المسؤولية وغلبت الجوانب الإنسانية، وعملت بالأسباب المتمثلة بالإجراءات الوقائية والاحترازية، وهاهي اليوم و-لله الحمد- من الدول الأقل خطورة والأكثر جدارة في تنفيذ الخطط الاستباقية بشهادة المسؤولين في منظمة الصحة العالمية الذين أشادوا بجهودها وتدابيرها في تطبيق مفهوم الصحة للجميع.
إن الكثير من الدول (العظمى) تخلت عن مواطنيها فضلاً عن المقيمين بها ولم تقم بعلاجهم أو حمايتهم وخرج رئيس وزراء إحدى الدول في بداية الأزمة ليعلن أنكم ستفقدون أحبتكم قبل موعدهم حتى انتشر المرض في بلاده كانتشار النار في الهشيم وناله المرض من بين الآلاف الذين أصيبوا.
إن الحالة الإنسانية التي قامت بها المملكة العربية السعودية يجب أن تكتب في سجلات التاريخ، فإن تعالج الدول المواطن فهذا حق، وأن تعالج المقيم فهذا عدل، وأن تعالج المخالف فهذا إحسان وفضل، حفظ الله المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، هكذا هي الدولة السنية، بلاد الحرمين الشريفين، دولة العزم والحزم.