المحامي/ يعقوب المطير
لا صوت يعلو على صوت الآثار المالية من جائحة فيروس كورونا على الأندية الرياضية العالمية، التي ما زالت متأثرة من أزمة فيروس كورونا، وتوقُّف المسابقات الرياضية؛ وبالتالي توقُّف مواردها المالية التي تعتمد بشكل رئيسي على مواردها المباشرة من دخل المباريات وعوائد البث التلفزيوني، وكذلك عقود الرعاة باعتبارها أندية مستقلة مالية، ولديها خصخصة، تعتمد على نفسها في الصرف على لاعبيها والعاملين لديها؛ لذلك لا تستغرب عندما ترى أندية مثل برشلونة الإسباني الذي طالب لاعبيه بتخفيض رواتبهم في الأسبوع الماضي، وكذلك رأينا هذا الأسبوع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي يطالب اللاعبين بتخفيض رواتبهم نظير توقُّف الدوري والمسابقات الرياضية بسبب جائحة فيروس كورونا. فتخيل أخي القارئ أن نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي يعتبر من أغنى الأندية على مستوى العالم، وأكثر الأندية دخلاً ماليًّا برفقة ريال مدريد الإسباني، وكذلك يُقاس عليها بقية الأندية الأوروبية متوسطة وصغيرة الحجم على مستوى قارة أوروبا، وكذلك بقية دول العالم.. هذه المطالبات من الأندية الأوروبية الكبيرة - دون أدنى شك ـ تعطي مؤشرًا خطيرًا على الأندية التي لديها استقلالية مالية بأن تضع حلولاً مستقبلية لمكافحة أي أزمة قد تطرأ على الأندية، مثلاً القيام بوضع احتياط مالي ضخم، وصندوق ادخار مالي، لا يُستخدم ولا يتم الاستعانة به إلا في حال الأزمات المالية الطارئة المشابهة لأزمة فيروس كورونا؛ لأن في الحقيقة الأندية الأوروبية انكشفت بضياعها ماليًّا أثناء جائحة فيروس كورونا؛ لذلك من الجميل أننا في الدول العربية نتعلم من هذا الدرس القاسي للأندية الأوروبية الكبيرة التي انهارت ماليًّا مؤخرًا.
الأندية العربية، وتحديدًا الأندية السعودية، معتمدة بشكل مباشر على الدعم الحكومي؛ وبالتالي تكون هذه الأندية أقل تأثُّرًا على المستوى المالي بآثار جائحة فيروس كورونا بالمقارنة مع الأندية الأوروبية العريقة؛ ولذلك لم نرَ مطالبات مؤخرًا من أندية سعودية تجاه لاعبيها بتخفيض رواتب وأجور اللاعبين خلال فترة توقُّف الدوري بسبب جائحة فيروس كورونا، وربما تأخير الخصخصة للأندية السعودية تحديدًا كان من صالح الأندية -بلا أدنى شك- وتحديدًا في هذه الأوقات الصعبة التي نعيشها تحت تأثير جائحة فيروس كورونا. فتخيل أخي القارئ لو كانت الخصخصة موجودة حاليًا لقامت الأندية بإعلان إفلاسها بسبب ضعف الموارد المالية، وضعف صناعة كرة القدم في المنطقة، وكذلك ضعف الإدارة الرياضية. وأي هزة مالية قوية أو بسيطة سوف تتأثر بها الأندية على المستوى المالي.
في الحقيقة إنه درس قاسٍ للأندية العالمية، هل سنتعلم منه؟