إبراهيم بن سعد الماجد
رحل وكنتُ أمني نفسي لقياه.. فكم كنت عاشقاً لسماع أحاديث أمثاله، فكيف به وهو القريب مني أرضاً ووجداناً!
الشيخ أو الأستاذ أو الأديب، فلا إشكال فكلها تؤدي إلى رجل حمل معارف عدة، وتحمل مسؤوليات أدبية ومعرفية حباً لا وظيفة يؤديها، ويبريء ذمته بإنجازها.
سيرته ومسيرته، التي لم تكن منشورة، على الرغم من سلطة ثقافية كانت بيد ابنه (إبراهيم) لكنه لم يتجرأ -هكذا أفهم- أن يفرد صفحات عن هذا الرمز الثقافي والمعرفي، أهو التحرج؟ أم الخوف من غضب الوالد؟
وأعتقد الثانية، فهو رحمه الله كان لا يحب الأضواء، ولم يكن يوماً قريباً من -كاشفاتها- علها تلتقطه، ويكون الحديث وربما الحدث!
عبدالرحمن بن علي التركي العمرو، إذا قيل لك بقية سلف، فربما تجده يمثل هذه المقولة، درّس النحو في المسجد، كما هي حال أهل العربية مع لغة القرآن، فلا فهم للدين دون فهم لغته، فكان أن جلس في مكان العبادة، ليُعلم الناس مفتاح فهم تعاليم العبادة!
الناس كما يقال شهود الله في أرضه، وهذا الراحل كان مشهود له بخير وعلم وتقوى، وما أجمل رحيله، فلم يُعذّب ولم يتعذب، في هدوء رحل، كما كان عيشه هدوء!
أكثر من مرة أقول لابنه المهندس علي سأزور الوالد قريباً، وفي أكثر من مهاتفة كنت أقول للدكتور إبراهيم إذا جئت عند الوالد هاتفني لأزوره، ولكن القضاء.. قضاء وأنا لم أبر بوعد، فكان الألم مضاعفاً.
من قراءتي أن أصحاب الأثر الجميل في حياة الناس، لا يكون لهم ضجيج، ففي حياتهم نفعهم يصل، وصوتهم يخفت، عكس الفارغين، فإن أصواتهم عاليه، وأثرهم قاعاً صفصفاً!
رحم الله القامة والمقامة -عبدالرحمن بن علي التركي العمرو- وجمعنا به ووالدينا في مقعد صدق، حيث الأنبياء والصالحين، عند مليك مقتدر.