د.محمد بن عبد العزيز الفيصل
لا شك أن اهتمام الرحالة الغربيين بالجزيرة العربية وبخاصة منطقة نجد لم يزدد إلا بعد ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومؤازرة الإمام محمد بن سعود لها وكان من ضمن هؤلاء الرحالة العالم النباتي الألماني فيلهلم فيليب شيمبر.
سيرة شيمبر
ولد شيمبر Wilhelm Philippe Schimper في شهرأغسطس 1804م الموافق ربيع ثاني 1219هـ في بلد لوف على نهر بغنيتس قرب مدينة نورمبرغ في ألمانيا.
ودرس التاريخ الطبيعي في ميونيخ، وعمل لفترة قصيرة من الزمن مع عالم الجيولوجيا لويس أغاسيز. وفي عام 1831م قام برحلة إلى الجزائر لجمع النباتات وألَّف كتاباً عن الجزائر تحدث فيه في رحلته عن الحالة الاجتماعية والسياسية وفي أغسطس 1834م انطلق في رحلة استكشافية أخرى إلى مصر وشبه الجزيرة العربية، حيث سافر مع زميله الدكتور أنطون فيست (1801-1835م) عبر البحر الأيوني والذي تحطمت في سفينتهم بالقرب جزيرة كيفالونيا أكبر جزر البحر الأيوني غرب اليونان، لكنهم استغلوا الفرصة لاستكشاف أجزاء من اليونان ثم سافر إلى مصر ووصل القاهرة وصعيد مصر، كما زار الحبشة وكان يجمع النباتات في هذه الرحلة وبعدها قرَّر شيمبر مواصلة جمع النباتات في شبه الجزيرة العربية، وقد ذكر أنه زار جدة ومكة والطائف وجمع عينات من وادي فاطمة وغيرها من الأماكن وكان قد جمع في مجموعته الأولى حوالي 30000 عينة نباتية، أرسلها إلى ألمانيا في عام 1835م ويظهر لي أن له كتابات ووصف للبلدان التي زارها في الجزيرة العربية مثلما كتب عن الجزائر.
وفي كتاب شبه الجزيرة العربية في كتابات الرحالة الغربيين في مائة عام 1770-1870 تأليف البخت زيمة ترجمة د. غازي شنيك من إصدارات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أورد بعض المعلومات عن الأماكن التي زارها شيمبر، حيث قال (ووفقاً لمعلومات عالم النبات الألماني الذي زار المملكة النجدية واسمه شيمبر فإن عدد سكان المدينة أي مدينة بريدة بلغ في عام 1836م نحو 6000 نسمة).
وقال: (وحسب شيمبر كان عدد سكان المدينة عنيزة في عام 1836م نحو 25 ألف نسمة)، كما ذكر عدد سكان شقراء في عام 1836م بلغ 15 ألف نسمة، وفيما يتعلّق بالدواسر يحدّد شيمبر عدد سكانه بـ60 ألف نسمة ومدينة السليل 12 ألف نسمة.
وهنا نعرض لكم بعض صور النباتات التي جمعها في الجزيرة العربية والتي ما زالت محفوظة في جامعة في ألمانيا.. والله أعلم.