الدكتور محمد جبرون صدر له مؤخرًا كتاب بعنوان «لتعارفوا» اشتمل على ثلاثة فصول:
الأول: خطاب التحاضر الإسلامي في العصر الحديث.
والثاني: الخصوصية الحضارية الإسلامية من منظور تاريخي.
والثالث: هدي الإسلام في التحاضر.
وجاء في المقدمة أن الكثير من الكيانات الحضارية في عالم اليوم ولأسباب متعددة تسعى جاهدة للتخفف من العوائق والموانع التي تبطئ خطها باتجاه تحقيق مزيد من الاندماج في الوعاء الحضاري العالمي والتأثير الايجابي فيه+.
ويقول الدكتور محمد جبرون: لقد كانت الحضارات الإنسانية قبل العصر الحديث تتبادل بينها التأثير والمنافع في مجالات عديدة، في التقنيات والعلوم والفنون وأساليب العيش لكن التطورات التي شهدها العصر الحديث وبعض الأحداث السياسية العالمية وضع فعل التحاضر موضع تساؤل، وظهرت أطروحات ومفاهيم الحوار والتواصل.. والاتحاد والصدام بين الحضارات.
إن فعل التحاضر كما هو ماثل على الأرض اليوم يمكن التمييز فيه بين نوعين رئيسيين: تحاضر داخلي ويعني أساساً الجهود التي يبذلها الأشخاص والمؤسسات والدول بهدف تجديد الخصوصية الحضارية وتكريس وجودها كمكون رئيس ضمن النسيج الحضاري الإنساني مع الأخذ بالاعتبار الآخر، وتحاضر خارجي ويعني أساساً الجهود التي يبذلها الفاعلون أنفسهم من أجل تأطير العلاقة مع الآخر الحضاري والتشريع لها وذلك باقرار قيم وأحكام الصدام والمفاصلة أو قيم وأحكام التعارف والتعاون.