واس - جدة:
تعكف جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» منذ بدء جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» على دراسة البنية الجينية والتكوينية للفيروس، التي يمكن أن تمهد الطريق لتطوير لقاحات تجريبية ناجحة، وتوظيف خبرات باحثيها من مختلف التخصصات لمعالجة هذا التحدي العالمي الملح من خلال العمل على فهم سلالات الفيروسات التاجية «SARS-CoV-2». ورجحت الجامعة أن يستغرق تطوير الأدوية الجديدة والموافقة عليها بعض الوقت، ولكن في حال تمكنها من إعادة استخدام الأدوية المتوفرة حالياً، تستطيع مساعدة الحالات المصابة بفيروس كورونا على الفور وزيادة حالات التعافي منه، واستندت الجامعة في دراستها على تتبع المزيد عن هذه الجائحة الجديدة والمتطورة، حيث تعتبر البيانات والأبحاث المتاحة عن فيروس كورونا المستجد مجرد معلومات أولية، وقد وافقت منظمة الصحة العالمية بعد اجتماعات متوالية على إستراتيجية بحث وتطوير لتكون بمثابة إطار لتنسيق وتسريع جهود الأبحاث العالمية لمواجهة هذا الوباء، وتحدد هذه الإستراتيجية تسع أولويات على المدى المتوسط والبعيد، والتي يمكن أن تسهم في السيطرة على تفشي الفيروس. وأوضح المدير المكلف لمركز أبحاث العلوم الحيوية الحاسوبية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» البروفيسور تاكاشي غوجوبوري أن الجامعة تمتلك في مركز أبحاث العلوم الحيوية الحاسوبية خبرة تحليل البيانات الجينومية بطريقة تعاونية، كما تمتلك الموارد المتطورة من حواسيب آلية وتحليلات متخصصة وتصوير علمي وتحليلي متقدم، فضلاً عن الخبرة لمواجهة هذا التحدي العالمي.
وأشار البروفيسور أن اللقاحات ضرورية للمساعدة في وقف انتشار الفيروسات من خلال تطوير ما يعرف علمياً «بمناعة القطيع»، وقد يستغرق اللقاح شهوراً أو سنوات في التطوير والاختبار قبل أن يصبح متاحاً، لذلك يكرس علماء «كاوست» جهودهم لتحديد الجينات الرئيسة التي يمكن استخدامها للكشف عن فيروس كورونا المستجد في الحالات المصابة بهدف تطوير علاج فعال له. من جانبه بين العالم أول في المعلوماتية الحيوية في مركز أبحاث العلوم الحيوية الحاسوبية في «كاوست» الدكتور انتخاب علم أن الجامعة تطور منصة التحليل الميتاجينومية الضخمة «KMAP» لدراسة المادة الوراثية المستخرجة مباشرة من العينات البيئية لجميع أنواع الكائنات الحية، من فيروسات وبيكتيريا وحيوانات ونباتات تحت جميع الظروف البيئة المختلفة. وعبر الفريق البحثي في هذه الدراسة عن أمله في أن تحدد هذه الجهود الجينات الرئيسة التي يمكن استخدامها للكشف عن الفيروس، ثم اقتراح الأدوية المتاحة لتقديمها للمصابين بالفيروس لحين تطوير لقاح موافق عليه من قبل منظمة الصحة العالمية.