علي الصحن
بطولات الأندية السعودية معروفة وموثَّقة ولا يمكن المزايدة على ذلك، التاريخ محفوظ ومعروف، والناس عايشت الأحداث، وسمعت عن ما قبل ذلك، وربطت بين كل شيء وخرجت بنتيجة واحدة يؤمن بها الجميع إلا من يريد إقناعك بأن (1+1= 3)!
أرشيف الجهات المنظمة للبطولات موجود وأرشيف الصحف ووسائل الإعلام موجود، وأرشيف الأندية يفترض أن يكون موجوداً، وما لدى المؤرِّخين ومتابعي الحركة الرياضية منذ فترات النشأة والبدايات يعزِّز ذلك كله، والغريب أن يأتي من يخالف ذلك، ويقدِّم معلومات غير حقيقية عن البطولات ويسعى إلى تقديم أرقام غير معترف بها (رسمياً) ويكون دليلة قصاصة ورق أو وثيقة المشاركة في مسابقة تنشيطية ... إلخ!
جميع الأندية شاركت في مسابقات تنشيطية وفي بطولات غير معترف بها، ولم يقم السواد الأعظم منها بإضافة تلك البطولات إلى رصيد مشاركاته أو إنجازاته، ومعظم الأندية بإمكانها أن تقدِّم أرقاماً مضروبة عن بطولاتها، لكنها لا تريد ذلك خاصة إذا كان لديها من البطولات الرسمية الموثَّقة ما يغني عن البحث عن غيرها، وإذا كان رقم الإنجازات في حساباتها يكفي لإشباع نهم جماهيرها وجعلها قادرة على التفاخر بناديها ومكتسباته.
الغريب في الموضوع أن توجد برامج رياضية تقبل إثارة مثل هذه المواضيع ضمن حواراتها، وتستمع إلى أحاديث مكررة في هذا الشأن دون أن يكلّف المعد نفسه بالبحث عن الحقيقة وسؤال أهل الاختصاص في هذا الجانب! والغريب أن تستضيف هذه البرامج بعض الأشخاص وتقديمهم كنقاد رياضيين، وهم في الحقيقة لا يملكون الأدوات الكافية لذلك، ولا يكلِّفون أنفسهم بالبحث عن المعلومة من مصادرها، أو أنهم لا يريدون ذلك، ويريدون مواصلة تضليل المشاهد، وكنت قبل أيام أتابع نقاشاً بين ضيف برنامج وبين خبير تحكيمي دولي، وكان الأخير يشرح حالة تحكيمية ويقدِّم الرأي القانوني للحالة مدعوماً بالنصوص والصور، وكان الآخر يقول: لا أنا رأيي أنها كذا ... ، وهنا كيف تناقش من تقول له إن (1+1= 2) فيقول: غير صحيح رأيي أنها (3) وهذه قواعد وقوانين ثابتة ليس للرأي ولا للاجتهاد فيها مكان.
التشكيك في البطولات بلغ ذروته عندما حقق الهلال دوري أبطال آسيا في الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي، لدرجة أن هناك من يشكك في أرقام فوز الهلال باللقب، وأنه يحقق البطولة للمرة الأولى في تاريخه، رغم أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم برمته يقول إنه اللقب الثالث للفريق! والغريب أن من يردد ذلك لم يتحدث قبل الفوز باللقب.
هنا لست في صف من يطالب بأن تتحدث الجهات الرسمية عن أرقام البطولات، فقد سبق أن تحدثت وفصّلت وأوضحت، لكن هناك من لم يعجبه ذلك، لأنه لم يوافق هواه، فاعترض وشكك، وهؤلاء سيواصلون هواية التشكيك، ولن يكفوا عن هذه النغمة رغم أن كل شيء واضح والنهار لا يحتاج إلى دليل.
الأفضل أن نتجاهل أولئك وأن نمضي برياضتنا إلى ما هو أهم...
حفظ الله الجميع وأزال عن بلادنا والعالم هذه الغمَّة.