سُرى بنت عبدالله العليان
ناقشت قبل أيام مجموعة نادي القراءة في أمومة واعية كتاب «متعة العيش في منزل منظم دائما» للمدربة ابتسام عبداللطيف العومي، ولربما كانت واحدة من أطرف الصدف أن يتزامن موعد مناقشة كتاب الشهر في النادي مع فترة الحجر الصحي المصاحبة لجائحة كورونا والتي من أبرز مظاهرها حملات التنظيم والفرز والترتيب التي يبدو أنها شملت عدداً كبيراً من الأسر داخل منازلهم حول العالم.
لقد واجهت مُعظم أُسر العالم أولى الرسائل التي حملها الفيروس بوضوح وبدت مستعدة للتفاعل معها، فبحكم الظرف الراهن فإنه ليس هناك أي مكان آخر غير المنزل لنقضي أوقاتنا فيه؛ بما يثبت صحة نظرية المؤلفة «ستعرف أنك تعيش في منزل غير منظم عندما تتجنب الجلوس في منزلك وتحس دائما بأنه لا راحة لك في المنزل فتضطر للخروج من المنزل لتجد راحتك هناك».
يتكون الكتاب من ثلاثة فصول، يتناول الفصل الأول فيه العامل النفسي من حيث علاقتنا بممتلكاتنا والأسباب الكامنة وراء وجود أشخاص منظمين وآخرين فوضويين من حولنا، ثم يستعرض الفصل الثاني شرحا نظريا وتطبيقا عمليا لأساليب التنظيم الفعال في المنزل، في حين يتناول الفصل الأخير ما بعد التنظيم الفعال من حيث النتائج التي سنجنيها من التنظيم وأهم استراتيجيات الحفاظ على استمرارية النظام في المنزل.
وكعادة مجموعات القراءة في النادي فقد كان النقاش ملهماً ومحفزاً، وقد استمتعت بمهمتي في إدارة الحوار -عن بعد- مع المجموعة، منبهرةً بمدى التزام المجموعة بالتغلب على المسافات والمبادرة في مشاركة التجارب ونقل الخبرات.
وبحكم طبيعة النادي فإن الاهتمام دائماً ما ينصب على المواضيع التربوية التي تنبع من مجال اهتمامي ودراستي الأكاديمية، ولطالما أبهرتني عضوات النادي بأساليبهن وخبراتهن التربوية.
من الجدير بالذكر أن الكتاب يشير بلمحات موجزة لأساليب التعامل مع الأبناء في إكسابهم مهارة الترتيب مع الاعتراف بالطبيعية الفوضوية لمعظم لأطفال والدعوة ضمنياً لتقبلها، وكما هو معروف فإن وجود نموذج يحاكيه الطفل يُعد من أهم الأساليب التربوية وهو ما لم تغفل المؤلفة عن ذكره، «الأطفال يتأثرون بسلوك والديهم والبيئة التي يعيشون فيها».
مما دعاني للتساؤل عن جدوى حصر كامل مدة اللقاء -ساعتان من الزمن- لمناقشة الجانب المتعلق بالأبناء فقط! حيث بدأ اللقاء وخُتم في محاولة منا للوصول لأفضل الأساليب في التعامل مع الأطفال والمراهقين للمحافظة على الترتيب وفرض النظام في المنزل، متجاوزين بوعي أو دون وعي لبقية المفاهيم والأفكار التي طرحتها المؤلفة لمساعدتنا كأشخاص بالغين ومسؤولين في الحصول على متعة العيش في منزل منظم.
وقد بقي السؤال ملحاً في عقلي: «هل غاب عن ذهني وباقي الأمهات أثناء النقاش التقاط رسالة المؤلفة: «ركز على نفسك وسترى نتائج مذهلة، حيث إن الأشخاص الذين تعيش معهم سيقومون تلقائياً بتقليدك بعد ما يرون بأعينهم الإيجابية والسعادة التي ستكون عليها» والتي هي بلا شك إحدى رسائل كورونا للعالم أيضا.