علي الصحن
ما يحدث في بعض البرامج الرياضية تجاوز مرحلة التعصب وإثارة الرأي الرياضي العام واستفزاز المنافسين -وهو ثالوث مرفوض بالطبع- إلى مرحلة العيب والرفض وضرورة تدخل المسؤولين لإيقاف العبث الذي يمارسه بعض الموجودين في البرامج الرياضية، والمحسوبين على الإعلام الرياضي، وهم الذين لم يمارسوه ولا يعرفوا أسراره ولا يملكوا أدواته ولا يمكنهم تحقيق نزر نجاح فيه.
البرامج الرياضية بطبيعة الحال تبحث عن المتابعين وتسعى إلى كسب أكبر عدد ممكن منهم، وهي لا تلام في ذلك، ولكن الأمر يجب أن لا يكون على حساب المصداقية والمنطق واحترام الناس، وعندما يفقد البرنامج هذه الأشياء فإنه لا يستحق المشاهدة ولا إهدار الوقت في متابعة هواة الصراخ فيه.
عندما يخرج أحد المحسوبين على أحد البرامج لاتهام ناد منافس لناديه، والتلميح إلى أشياء مرفوضة دون أي ردة فعل من البرنامج، أو اعتذار للقول المسيء فيه، فإن هذا دلالة على ضعف البرنامج وإعداده ومستوى المهنية فيه، وهنا يلزم التأكيد أن النادي الذي تعرَّض للإساءة ليس بحاجة لهم، ولن يقلِّل منه اتهام أو يضيف إليه اعتذار، وهو يعرف جيداً كيف يحصل على حقوقه، وإيقاف كل متجاوز عند حده، لكن هنا أتحدث عن المشاهدين الذي يجب احترامهم، والتعامل مع مختلف أعمارهم وثقافاتهم وميولهم.
المتابعون يعرفون مستوى ثقافة أي شخص يخرج في هذه البرامج، والأمر لم يعد خافياً، ومنصات التواصل الاجتماعي كشفت كل شيء، وورقة التوت التي كانت تحمي البعض وتقدِّمهم بشكل يخالف حقيقتهم سقطت، والمجاملات التي قدّمتهم سابقاً لن تكون قادرة على رسم صورة مختلفة عنهم، الناس أصبحت تعرف كل شيء وتدرك كل شيء، حتى مستوى اللغة والإملاء والثقافة أصبحت معروفة مكشوفة.
البرامج الرياضية يجب أن تعيد فلترة الأسماء التي تتحدث من خلالها، لاعب سابق وإداري سابق ومدرب سابق وفني سابق، حتى وإن كان ناجحاً في تلك المهام ليس بالضرورة أن ينجح في ظهوره الإعلامي، فكيف به إن كان فاشلاً في كل محطاته، وختمها في ظهوره الفضائي المخجل، وهنا لا أعني شخصاً بعينه، ولكن عن صورة نمطية تظهر في بعض البرامج بشكل متكرر.
الرابع من نوفمبر الماضي كان تاريخاً مفصلياً في بعض البرامج الرياضية ومن يتحدث فيها، كانت عندهم لزمات وعبارات وتحديات، وبعد سقوطها لم يعد لديهم ما يدندنون عليه، ولأن المنصة لا تتسع إلا لبطل واحد، ولأنهم يدركون صعوبة مزاحمته، فقد عاد بعضهم إلى بضاعته الأولى، الكذب والصراخ والصياح، والصياح دائماً على قدر الألم.
البرامج الرياضية التي تقدِّم مثل هؤلاء هي الخاسر الوحيد في النهاية، المشاهد يملك عشرات الخيارات البديلة، وهي لا تملك سوى خيار المشاهد فقط.