خالد الربيعان
أنت هدفك قوة ناعمة أو تريد زيادة مالك، تسأل لأنه لا خاب من استشار فيقولون لك «شَغِّل مالك»، التعبير الشعبي البسيط لكلمة صعبة التداول مثل «استثمار رأس المال»، تقوم بافتتاح متجر، شركة لها نشاط مضمون مربح من وجهة نظرك وحسب إمكانياتك، هكذا، أما الدول والحكومات وأصحاب رأس المال الضخم من الأفراد، أولئك الرفاق الذين يلقبونهم بكبار المستثمرين فيتجهون نفس الاتجاه منذ أكثر من عقدين من الزمن بأهداف متعددة الآن: الاستثمار والتملك الرياضي.
لو نظرت للنموذج الأنجح الآن ستجد هذا وذاك، الاستثمار الجزئي والتملك الكامل «الأجنبي»، 14 نادياً كبيراً في المملكة المتحدة وبالأدق الدوري الأضخم مالياً «البريمرليج» ذي الـ9 مليارات يورو يساهم بها رأس مال أجنبي، كأندية كريستال بالاس وبه استثمار أمريكي بنسبة 36 %، ساوثهامتون و80 % من الملكية صينية، وهناك تملك كامل مثل عائلة جليزر مع يونايتد وليستر سيتي مع عائلة فيتشاي التايلاندية، إيفرتون وتملك إيراني وليفربول وملكية كاملة أمريكية وهو النموذج الأنجح مؤخراً!
وهناك استثمار «دولي» وراءه حكومات كاملة في حالات ناجحة مثل، زينيت سان بيترسبرج وهو ملكية حكومية عبر شركة الغاز الحكومية «غاز بروم» التي تتولى الاستثمار الروسي في النادي وقامت ببناء إستاده الجديد في 2017 وموَّلت خزينة النادي بـ100 مليون دولار لصفقات المحترفين.
سسكا موسكو «مشروع» آخر ناجح، أقدم أندية روسيا الذي أنشأه الجيش السوفييتي نفسه في 1911، وزارة الدفاع الروسية تملَّكت منه 25 % أي ربع أسهمه، أحد أهم رعاته مموليه الملياردير الروسي -ومالك تشيلسي الإنجليزي- رومان أبراموفيتش، وهي رعاية بالأمر الرئاسي.. بفرمان من بوتين!
الصين باقتصادها القوي جداً كحالة خاصة: تستثمر في أوروبا -عامةً- بقيمة 14 مليار دولار، في أمريكا الشمالية بـ12 مليار، في قارتها آسيا بـ41 مليار دولار! من الأندية التي تعتمد على استثمار صيني «وولفرهامبتون» الإنجليزي، وميلان وإنتر في إيطاليا وأتليتكو مدريد في إسبانيا، دولة بمؤشر «قوي جداً» في ما يسميه خبراء الاقتصاد بالـODI أو الـoutward direct investment، الاستثمار الخارجي المباشر..
هناك «مشروعات» من كل هذا نجح بشكل قوي، كنموذج ليستر سيتي الذي نجح كحالة استثمار رياضي بغض النظر عن «نية» مالكه الحقيقية من الاستثمار فيه.. النادي دخل الألفينات بالمركز الـ20 بجدول البريمرليج وخارج الملعب كانت الديون 25 مليون باوند منها رهن عقاري خاص بإستاد النادي! وبعد الاستثمار الأجنبي حقق النادي لقب البطولة وهزم كبارها المعتادين! الديون أصبحت صفر، وقيمة النادي السوقية أصبحت نصف مليار باوند.
ليفربول كذلك انتقل من خانة «كبير» لخانة «كبير جداً» السنوات الأخيرة بعد الاستحواذ الأمريكي عليه عبر فينواي جروب التي يملكها جون هنري، من يضع ليفربول في مستوى ريال مدريد وبرشلونة فلن تجد مانعاً عندك لذلك! والسر هو الاستثمار الأجنبي «الناجح»، الإنفاق بمنطقية ولأهداف محددة مضمونة بنسبة كبيرة، حساب الخطوات الكبرى بدقة مثل عند التعاقد مع لاعب كبير بمبلغ ضخم، أو توقيع صفقة رعاية كبيرة
وجود مدير تنفيذي «يعرف ما يفعل» هو «بيلي هوجان»، الذي على يديه أصبح ليفربول أول ناد في العالم تتعدى إيراداته 100 مليون باوند في موسم مالي واحد «2018»، وأرباح للشركة المالكة «فينواي» 455 مليون باوند في نفس العام، أعمال توسعة إستاد النادي آنفيلد معناها فوراً 81 مليون باوند في بند يوم المباراة أو «مداخيل التذاكر»! الأعمال التجارية للنادي زادت في 5 سنوات بنسبة 50 % لتصل لـ150 مليون باوند، و18 شركة تجارية في علاقة شراكة مع النادي آخرها نايكي الأمريكية الشهر الماضي.. بصفقة قياسية!
خطان متوازيان!
هوجان أوضح التسلسل الزمني لذلك النجاح، الاستثمار في اللاعبين، ثم تطوير بنية النادي التحتية، تتحسَّن النتائج الرياضية والمستوى الفني الذي يكون عنصر جذب لشبكات البث التلفزيوني، جذباً جماهيرياً ترجمه ارتفاع بند يوم المباراة، جذب للشركات الراعية، النتيجة مداخيل «أكبر» يقوون بها عناصر الفريق أكثر، وتدور الدائرة!
كل هذا تحكمه إدارة كفؤة وخبيرة بآليات التسويق والاستثمار الرياضي، فيجب أن يسير المستوى الفني والنتائج الرياضية بنجاح، ولكن يجب أن يصاحبه نفس المستوى أو أكثر من النجاح «خارج الملعب» أو الـNon-Playing Side!
الصين أكبر مستثمر رياضي «دولي»، 14 نادياً في 7 دول أهمها إنجلترا وإيطاليا.