أ.د.عثمان بن صالح العامر
يمر العالم بجائحة صحية خطيرة، هزت الاقتصاد، وأذهلت الساسة، وفتكت بالبشرية، والمملكة العربية جزء من هذه الكرة الأرضية، أصابها واعتراها ما جاء غيرها قبلها. وكان لموقف ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية دور رئيس في تخفيف وقع هذه الجائحة، وتقليل آثارها السلبية على المواطن والمقيم والزائر على حد سواء.
ولما عُرف عن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد من تميّز في كل ما من شأنه خدمة الوطن، والدفاع عنه، وتوثيق منجزاته برؤية شرعية صرفة، فقد وافق معالي الوزير فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ على فتح الباب لاستقبال البحوث العلمية الشرعية المتعلِّقة بجائحة فايروس كورونا التي تؤصِّل للموقف الديني الصحيح في مثل هذه الأحوال الاستثنائية، وتوثِّق للجهود المبذولة من قِبل المملكة العربية السعودية للوقاية والعلاج.
إننا إزاء حدث مفصل في تاريخ البشرية المعاصر، ومن الأهمية بمكان أن يكون للإسلام كلمة، ينطق بها العلماء وطلبة العلم والأكاديميون المختصون وفق منهج علمي دقيق، مستندين على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وفي ذات الوقت لولاة أمرنا، ولهيئة كبار العلماء، ولوزارة الشؤون الإسلامية، للسلطتين التنظيمية والتنفيذية، للقطاعين الخاص والأهلي المجتمعي في جميع مناطق بلادنا مبادرات ومشاركات نوعية متميزة حقها أن ترصد وتوثِّق للتاريخ، وما تقوم به الوزارة في هذه المبادرة الرائعة هو من هذا الباب المهم وننتظر المزيد من قِبل جامعاتنا السعودية، ومراكز أبحاثنا المتخصصة، والهيئات العلمية المهتمة بالتوثيق والرصد والتحليل.
إن مبادرة التأصيل والتوثيق هذه التي انبرت لها وزارة الشؤون الإسلامية مشكورة غيض من فيض ينضاف إلى سجل التميز الذي سطَّره معالي الوزير والفريق الذي يعمل معه وتحت إدارته سواء في الحرب ضد الإرهاب، أو كشف خبايا ومكائد جماعة الإسلام السياسي، والجماعات البدعية أو المخترقة وبخاصة الأخوان المسلمين والتبليغ، أو في بيان منهج هذه البلاد والدفاع عنها في المحافل الدولية العربية والإسلامية والعالمية، أو في إعادة المسجد لرسالته السامية في عالم اليوم الذي يموج بالأفكار والأطروحات الموغلة في الانحراف عن منهج الإسلام الصحيح، ولذا كان لزاماً علينا إسداء جزيل الشكر والتقدير لمعالي الوزير نظير ما يتمتع به من وعي تام بظروف المرحلة، وحس وطني عالٍِ، وإدراك كبير لما هو واجب فعله من قِبل الدعاة والخطباء إزاء مجتمعهم الذي ينتظر منهم التوعية والإرشاد والتثقيف على منهج الإسلام الوسطي السلفي الصحيح، ولما لديه في ذات الوقت من قدرة فائقة على التوجيه والمتابعة والتصحيح، والشكر موصول لكل وطني مخلص صادق، ولكل مواطن عرف واجبه ومسؤوليته في هذا الظرف الصعب فأتبع دعوى الوطنية القولي بالعمل الفعلي، وكان منه السمع والطاعة والالتزام التام بما جاء من أوامر وتعليمات، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء، والسلام.