محمد عبد الرزاق القشعمي
سمعت بالشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن حمد الضبيعي، عندما نشر كتابه:
(إيضاح حكم الزواج بنية الطلاق) عام 1416هـ وما أثارت من ردود أفعال. فبحثت عن عنوانه، واتصلت به ودعوته لزيارة مكتبة الملك فهد الوطنية والتسجيل معه ضمن برنامج (التاريخ الشفهي) وقد استجاب للدعوة وتمت في 24-2-1418هـ وبعد أن ازداد نقاش الكُتَّاب لكتابه السابق ذكره زرته في منزله في 9-1-1419هـ ليستكمل الحديث، وقد بدأ حديثه متذكراً مولده وطفولته في بريدة عام 1346هـ ومعايشته لحالته ككفيف يحتاج إلى من يساعده مع بداية التحاقه بكتاتيبها، وأخذ مبادئ التعليم من العلوم الشرعية، والآداب العامة، ولرغبته التزود من العلم سافر إلى الرياض وانخرط في سلك طلبة العلم على أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ، وعلى رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية ورئيس المجلس الأعلى للقضاء، قبل إنشاء وزارة العدل، وعلى أخيه الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم وغيرهم، وبعد افتتاح دار التوحيد بالطائف التحق بها ليدرس المرحلة المتوسطة ويذكر أن رئيس الدار والمشرف عليها الشيخ محمد بن عبد العزيز آل مانع، وكان يتولى إدارة الدار الأستاذ عبدالملك طرابلسي، ثم خلفه الشيخ عبدالله الخزيم، وكان قبلها مديراً للتربية الإسلامية بوزارة المعارف، ثم خلفهم عبدالرحمن بن داود.
عاد للرياض ليلتحق بالمعهد العلمي بالمرحلة الثانوية، ومنه لكلية الشريعة التي تخرج فيها عام 1381هـ.
ترشح مع زملائه للقضاء، ولم يكن له رغبة فبذل محاولات شتى ووسط شيخه عبدالرزاق عفيفي، الذي أقنع المسؤولين، فتوجه للتدريس بوزارة المعارف في المرحلتين المتوسطة والثانوية ولمدة سبعة وعشرين عاما ليتقاعد بموجب النظام.
وقال إنه عين إماماً لمسجد قصر الضيافة بالمربع في عهد الملك عبدالعزيز. وكان يكلف في الإجازات بالدعوة والإرشاد في مناطق المملكة.
يذكر من زملائه بكلية الشريعة، المشايخ: عبدالله بن محمد بن عبيد، وصالح بن عبدالرحمن القرعاوي، وعبدالرحمن القفاري، ومحمد بن معيذر، وعبدالرحمن بن سليمان الغيث وغيرهم.
ومن أساتذته بالمعهد، صالح الرزيزة، وعبدالعزيز بن عبدالرحمن الحزيمي، والشيخ عثمان الحقيل، والشيخ عبدالحكيم سرور.
وفي كلية الشريعة المشايخ: عبدالعزيز بن باز وكان يشرح لهم الفرائض، وعبدالله الصالح الخليفي في مادة الفقه، وعبدالرزاق عفيفي في أصول الفقه. وحمود العقلاء في مادة التوحيد، وصالح العلي الناصر في الفقه المقارن، ومحمد الأمين الشنقيطي في التفسير، وعبدالقادر شيبة الحمد في الحديث.
تفرغ للكتابة والتأليف والنشر في بعض الصحف والمجلات الإسلامية.
يقول عنه الشيخ محمد الناصر العبودي في (معجم أسر بريدة) ج13، أنه بعد أن استقر بالرياض افتتح له مكتبة صغيرة صارت أشبه بالمنتدى للأدباء وطلبة العلم.
وقال: «لديه نشاط مبكر في تنشيط الحركة الثقافية، حيث أسس (المكتبة الحديثة بالرياض عام 1369هـ ولم يكن قبلها من المكتبات في الرياض إلا مكتبة حسن الشنقيطي والمكتبة السلفية لعبدالرؤوف المليباري، وطبع ديوان ابن مشرف لأول مرة على المستوى التجاري ونشر أول طبعة لكتاب (عقود اللؤلؤ والمرجان في وظائف رمضان) عام 1370هـ، وكان وكيلاً لعدة صحف ومجلات منها جريدة (العرب) التي كانت تصدر من باريس، ومجلة (الأقلام) للأديب عيسى الناعوري من الأردن، ومجلة (المنهل) لعبدالقدوس الأنصاري، وجريدة (البلاد السعودية) ويرأس تحريرها عبدالله عريف. وله إسهام في الدعوة وإشاعة المعرفة، ولديه آثار قلمية منها ما هو مطبوع، ومنها ما هو في سبيله للنشر»، وعدد أربعة عشر كتاباً مطبوعاً وتسعة في طريقها للطبع».
وقد ذكر لي أن له عدة مؤلفات منها ما تم تأليفه أثناء العمل بحكم طبيعة المهنة منها:
1-1 أسرار البسملة – الطبعة الثالثة.
1-2 حماية الإنسان من وساوس الشيطان، وهو شرح للاستعانة – الطبعة الثانية.
1-3 التدخين في ضوء العلم الحديث.
وهناك كتب أدب وفقه وتاريخ واجتماع تم تأليفها بعد التقاعد والتفرغ للكتابة ومنها:
1 - ليس في حلي المرأة زكاة، الطبعة الثانية.
2 - اقتناء الطيور والحيوانات الأليفة.
3 - الصدقات التطوعية وأثرها على الفرد والمجتمع.
4 - المرشد المسلم. تصحيح العقيدة.
5 - قرآنكم يا مسلمون – الطبعة الثانية.
6 - دنيا الفكاهة والضحك.
7 - ذلكم هو الطلاق الشرعي يا عباد الله.
8 - نصح وإرشاد – الطبعة الثالثة.
9 - حقيقة تلبيس الجن بالإنس وكيفية إخراجهم.
10 - التجديد في أحكام الأضاحي.
11 - اضحك مع شعوب العالم.
12 - اللحية والشارب في ضوء الكتاب والسنة، الطبعة الثانية.
13- تعدد الزوجات.
14- إيضاح حكم الزواج بنية الطلاق.
وقال إن هناك أبحاثاً جاهزة وتنتظر طريقها إلى المطبعة -إن شاء الله- وهي ما يقارب عشرة كتب.
وذكر الشيخ العبودي في معجم أسر بريدة السجال الذي تم بين الشيخ الضبيعي والشيخ صالح المنصور حول (الزواج بنية الطلاق)، فقال أنه نشر في العدد 10992 الصادر في 1419/4/1هـ الموافق 1998/5/29م في جريدة الجزيرة، وقال العبودي: «.. ولكن هذا الكتاب سبق نشره عام 1415هـ وحينما قرأته فوجدت فيه بعض الأخطاء العلمية التي لا يجوز صدورها من مثله ونبهته عليها، فأكد لي أنه مصر على ما جاء في كتابه..».
وقال إن الشيخ المنصور نشر بالجزيرة في 1419/1/11هـ قائلاً: ببطلان الزواج بنية الطلاق وقال: «وبعد ما تقدم فالذي أراه أن الزواج بنية الطلاق ليس شرعياً، لذا فهو حرام لا يحل، وإذا كان كذلك فهو باطل، وإذا عُلمت نية المتزوج وجب التفريق بينهما، وإذا كان الزوج يعرف الحكم وجب تعزيره». وقال إنه بنى هذا التحريم على رأيه هو لأن الزواج بنية الطلاق لم يرد بخصوصه نص شرعي من الكتاب والسنة.
وقال الضبيعي في رد على المنصور: «كما وجدت أخطاء مماثلة لهذا الخطأ في الخطورة مثل قوله: الأصل في الزواج الشرعي أن يكون العقد بنية البقاء والدوام، وهذا الأصل ليس له دليل من الشرع، بل مستمد من عادات النصارى لأنه يخالف صريح قوله تعالى (الطلاق مرتان في فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).