كل العالم يحتمي بالخالق سبحانه للخلاص من جائحة كورونا، ثم بتنسيق جهود كل الدول لمحاربة هذا الوباء الخطير، ومن ضمنها مملكة الإنسانية السعودية والتي فتحت ذراعيها وطاقتها الصحية والأمنية والتجارية... للمواطن والمقيم على حدٍّ سواء، بل شملت إنسانية المملكة العربية السعودية المخالفين لنظام الإقامة والعمل بالكشف والعلاج مجانًا... كل ذلك لاحتواء هذه الأزمة... إنها السعودية العظمى أيها السيّدات والسّادة!
ومن ضمن هذه الاحترازات منع حظر التجوّل في بعض مناطق المملكة سوى لساعات محددة تقتضيها مصالح العباد والبلاد، ولاستثناءات محددة. ولكن السؤال حين ألزمت الدول مواطنيها ومقيميها الجلوس بالبيت عزلاً لمصلحة الناس وحمايتهم من هذه الجائحة - أسأل الله أن يزيل هذه الغمّة عن الأمة - ما البديل لإشغال أوقاتهم؟
هنا تبدأ قراءتي في بعض مواقع التواصل الاجتماعي «الرقمي» منطلقًا بداية من «الواتساب» الذي يستخدم تطبيقها أكثر من ملياري شخص حول العالم وأثره في زمن «الكورونا»، ظهر بقوة أكثر تأثيرًا وتأثرًا من خلال استخدامه من جميع شرائح المجتمع ليُظْهِر بعضَ الممارسات، والتي سأرصدها تباعًا من خلال الآتي:
- الشائعات وخطرها:
كلٌ يدعي وصلا «بـ بكورونا.....» وكرونا» لا تُقرُّ لهم بذاكا..
مع احترامنا للشاعر وليلى وعاشقها. إذًا هذه الشائعات ملأت «الواتساب» تفشيًا وأصبحت بين غمضة عين وانتباهتها حديثَ الناسِ ووباء القص واللصق، مرّة تقارير تثبت أن كورونا اجتاحنا فليحفر كل واحد من في الواتساب مجموعات وفرادى قبره، ومرات انتهى المرض صنعوا لقاحًا له.. وهكذا بين ضاحك وباكٍ على مثل هذه الرسائل في تتبع عدد المصابين والمتوفين حول العالم إلى أن يصل الأمر لتصبح مسرحية هزيلة أبطالها من أصحاب الفكر الاحترافي والخرافي في نقل الشائعات، فصار كل أجهزة الدول تحارب وباءين (كورونا وذرّتها الشائعة) فحوّلوا العزل بشائعاتهم إلى هزل!
- هناك أمل يلوح في الأفق:
بعض مجموعات الواتساب فيها المتعقلون والذين يسيرون جنبًا إلى جنب مع جهود تلك الدول في محاربة هذه الجائحة - والتي أسأل الله العالي في سمائه أن يزيحها عن بلدي السعودية والأمة العربية والإسلامية والعالم بأسره - في كيفية التعامل مع هذه الشائعات بحزم وعزم وكل من ينقلها سيكون عرضة للمساءلة أمنيًا من خلال مديري هذه المجموعات في الواتساب والذي تحوّل بهذه النظرة الثاقبة إلى نِعْمة بدل أن يكون نِقْمة، فكان ولم يزل هذه التحذيرات في هذه المجموعات عنوانها ورسائلها ليصبح العزل في البيوت أفكارًا مرساة على اليخوت وإلى تثاقف بمعلومات صحية وأمنية تفيد الجميع والأهم من مصادرها الأصلية من خلال متحدثيها الرسميين.
- مجموعات روّاد التعليم والمثقفين:
البعض من الصنفين غارق في رسائل واتساب «عذرًا واسمحوا لي» في دعابات تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع، والقليل منهما تستطيع أن تعطيه بالكاد درجة القبول، فأين بعض المعلمين من تحفيز الطلاب، والمثقفين من نقاء حروفهم ونصوصهم في هذه الجائحة، أين تلك الدروس والواجبات في منظومة التعليم الإلكتروني؟
تفتحها تجد جداول واسم المادة ومعلمها فقط أما غير ذلك فتجده عبر بوابة «عين» مع كل الجهود التي بُذلت من قبل مسؤولي التعليم المشكورة بالطبع لا ننكرها، فهناك المجتهد والمخلص من المعلمين والمدارس وقادتها والذين لا يحجبون بغربال!
أما بعض المثقفين في الواتساب - بكل آسف - جنح جلّ أوقاتهم إلى الغزل وأحاديث المساء نصوصًا لا تتوافق مع الجهود الحثيثة لتجاوز هذه الأزمة والتي - بإذن الله - سينقشع ظلامها وتحل شمس العافية على وجه البسيطة والعالم يلبس رداء العافية، ونرفع أكفّنا للباري سبحانه أن يحفظ رجال الصحة والأمن لما يقومون به ونحييهم بتحية عسكرية، لأنهم كانوا وما زالوا خط الدفاع الأول لأي وطن.
أخيراً.. رسالة لكل مواطن.. ونفسي أولاً:
-كن أيها «الواتسابي» مخلصًا لوطنك الذي أعطاك مفتاح حمايتك بعزلك في بيتك.
-كن ناقلاً للفائدة تعزز الجهود وتضع للشائعات قيودًا.
-كونوا يا مدراء «القروبات» يدًا تصفّق للجميل والأخرى تحذف القبيح.
-كن أيها «الواتسابي» مفتاحًا للخير مغلاقًا للشرّ، اقرأ بعقلك لا بقلبك، امسك عليك إصبعك لا يأتيك بحرفك من يصفعك.
-كن أيها «الواتسابي» بفكر نيّر، وذهن صافٍ يُجْلي الحقيقة لا يُحيّر.
-كن أيها «الواتسابي» مع دولتك تحمي لا تهدم ناقلاً الجهود ولا أن تتخطّى الحدود.
المقال القادم - بإذن الله -
(تويتر في زمن الجائحة!)
** **
- علي الزهراني (السعلي)