«الجزيرة الثقافية» - محمد المرزوقي:
وصفت الفنانة الفوتوغرافية السعودية سوزان باعقيل، في حديثها «للمجلة الثقافية»، الصورة بأنها لغة العام، وذاكرته، وخطابه، لما أصبحت تمثله الصورة من حضور شكل ظاهرة ثورة الصورة، إذ إن الصورة أصبحت لغة تواصل بين مختلف شرائح المجتمع عبر أجهزتهم الذكية، التي أصبحت مزودة بعدة كاميرات، جعلت من الصورة الثابتة والأخرى المتحركة، لغة تواصل في حياتنا اليومية، مضيفة قولها: التصوير لم يعد فن في حياة الشعوب، بل أصبح أداة من أدواتها في العديد من أنشطتها، وفي مقدمتها توظيف الكاميرا كأحد أبرز أدوات المراقبة الأمنية، فمن يزور الصين على سبيل المثال، سيجد أن شبكات كاميرات التصوير المتقدمة، جعلت من الكاميرا أداة ووسيلة لا يمكن الاستغناء عن دورها الوظيفي، لتصبح الصورة ذاكرة يومية في حياة الشعوب، خاصة لما تشهده تقنيات التصوير من تطور هائل. أما عن صناعة (الفارق)، بين المنتمي التصوير بوصفه فنا واحترافا وموهبة روافدها التعلم المستمر، فقالت سوزان: الاحترافية تتطلب الوعي والمعرفة المتواصلة مع كل جديد في عالم التقنية الخاصة بإنتاج الصورة، إلى جانب تراكمية الخبرة التي لا بدّ لها من روافد الحس والوعي بالموضوع، والقدرة على أن يكون للمصور أو المصورة أسلوبها الخاص التي تقدم من خلالها رؤيتها المختلفة عن عامة الناس، وعن المصورين الآخرين بصفة خاصة، مؤكدة باعقيل على أهمية «الحضور»، الذي يبدأ من التواصل بين المصورة والكاميرا، والصورة والآخرين، مشيرة إلى أن البعد «الإنساني» هي من أكثر الموضوعات عمقاً، التي يمكن لنا أن نكتشف قدرات المصور أو تواضعها، لأنه غالباً ما نجد الصورة تعكس سطوح الموضوعات لا تصور لنا أعماق معانيها.
وعن جديد سوزان، قالت: أنجزت ما يقارب 40 % من إصدار جديد عن محافظة جدة، من المتوقع أن يضم قرابة (600) صورة، تحكي تاريخ جدة القديمة، حيث سيتم التعليق على صورة باللغتين العربية والإنجليزية، تحقيقاً للهدف الذي أسعى إليه من خلال هذا الإصدار، الذي يتمثل في توثيق ذاكرة جدة من جانب، والتعريف بها للآخر من جانب آخر، مختتمة باعقيل حديثها قائلة: أتمنى أن ألتقط صور الحرم المكي من الجو مرة أخرى، وهو مكتظ بالطائفين والمصلين.