عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة)، رغم أننا نعيش أيامًا صعبة وقاسية هذه الفترة في جميع أنحاء العالم دون استثناء، في حالة لم يسبق أن عاشها جيلنا الحالي أو الذي قبله على الأقل، إلا أن هذا الابتلاء بفيروس كورونا قد يكون تنبيهًا وإنذارًا من الله سبحانه للكون بكامله، ولجميع شعوب الدنيا بمختلف دياناتهم وانتماءاتهم وألوانهم.. ولكن -بلا شك- إنها رسالة سماوية حول ما يحدث في العالم من قتل وبطش وكره وافتراءات حتى أصبح الإنسان بلا قيمة ولا اعتبار إلا مَن رحم ربي. وفي المقابل نجد أن هناك مصائب وكوارث من جهة أخرى تتمثل في البذخ والتباهي، باختصار (هياط)، على الأصعدة كافة، وفي أجزاء كبيرة ومختلفة من الكرة الأرضية؛ فانظروا إلى ما وصلت إليه الأسعار وارتفاعها في معظم متطلبات الحياة حتى أصبحت صعبة وشبه مستحيلة على كثير من البشر؛ فلم يقتصر الغلاء أو التطاول والتسابق على المباهاة على مجتمع معين أو قسم من العالم؛ لقد أصبح وباء الجشع والطمع عامًّا في الكون بكامله، ولكن -والعلم عند الله- إن وباء كورونا سيصحح كثيرًا من الأمور، وبالتأكيد سيصحو الكثير من غفلتهم، خاصة شريحة كبيرة من المجتمعات الإسلامية التي يجب أن تكون الأقرب إلى الواقع والمنطق والتماشي، واتباع ما جاء في الرسالة السماوية الكريمة التي أوصى بها رسول الأمة - عليه أفضل الصلاة والسلام - بالوسطية في كل شيء في الحياة.. وخير الأمور أوسطها.
والكل يأمل ويتطلع إلى أن يزيح اللهُ هذا الوباء عن الأمة والعالم بكامله، وأن يكون رسالة خير، ونتعلم منها الكثير، وتكون درسًا وتنبيهًا من الخالق -عز وجل- لأمة خلقها الله كأفضل الأمم بتمسكها بعقيدتها ومبادئها الإسلامية السمحة.
نقاط للتأمل
- قد يكون اجتماع هيئة دوري المحترفين الاثنين الماضي، وما تم الاتفاق عليه، بداية التصحيح والعودة للواقع والمنطق، وإيقاف الهدر المالي من خلال العقود الفلكية للاعبين المحترفين، أجانب ومحليين. فحصول اللاعب على راتب شهري يتجاوز المليونَيْ ريال للاعب الأجنبي، وما يقارب المليون لبعض اللاعبين المحليين، أمرٌ مبالَغ فيه؛ ويجب أن يتوقف. وبإذن الله الدرس قد تم استيعابه، والظروف المحيطة ستجبر الكثير منهم على مراجعة حساباته، بل رضوخهم جميعًا بسبب ما حدث.
- تكاتُف المجتمع ومساعدة الناس المتضررة والمحتاجة في هذا الوقت الصعب ليس بغريب على مجتمعنا المسلم. وما تقوم به جمعية أصدقاء اللاعبين القدامى مع أُسر وبيوت اللاعبين عملٌ مشرف، ويرفع الرأس، ويؤكد أننا أمة فيها خير، ومن أفضل الأمم التي أُخرجت للناس -ولله الحمد-. ومجتمعنا بصفة عامة مجتمع مترابط ومتكاتف ورحيم، ويسعى دائمًا لعمل الخير في بلد الخير والأمان.
- رغم الاتفاق شبه العام بين جميع الأندية على خفض التكاليف، بداية من رواتب اللاعبين والمدربين، إلا أن جميع الأندية دون استثناء ستواجه مشكلة صعبة وأوقاتًا حرجة من الناحية المالية؛ وذلك لشح الموارد والسيولة نتيجة لوباء كورونا. ودائمًا عندما تكون المصروفات أكثر من الإرادات تكمل المشكلة. واليوم الأندية لم يعد لديها سوى الدعم الحكومي فقط الذي لولا الله، ثم دعم القيادة، لانهار كل شيء، وأولها الأندية الرياضية بكاملها.
- ما زالت -مع الأسف- الشائعات وترويج الأخبار الكاذبة وغير الصحيحة هي الأكثر رواجًا وإثارة، خاصة على المستوى الرياضي، غير مبالين ومعتبرين بصعوبة المرحلة. وقد يكون إطلاق شائعة خبر رفض اللاعب المغربي الخلوق مرابط تخفيض راتبه، وتهديده بالرحيل عن ناديه، آخر ما تداوله وأطلقه هؤلاء الكذبة؛ إذ أكد اللاعب نفي ذلك، واستغرب ما تم تداوله، بل أكد أنه لم يفكر مطلقًا بهذه المسألة، وأنه تحت أمر النادي وما يقرره. والمسؤولية الآن تقع على إدارة نادي النصر لكشف ومحاسبة مَن يطلق هذه الأخبار عن طريق الجهات المسؤولة.
خاتمة
(لا تعاشر نفسًا شبعت بعد جوع.. فإن الخير فيها دخيل
وعاشر نفسًا جاعت بعد شبع.. فإن الخير فيها أصيل)
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة)، ولكم دائمًا محبتي، وعلى الخير دائمًا نلتقي.