جاءت الإجراءات والتدابير الاحترازية التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد تأكيدًا جديدًا لإنسانية الدولة، وتعاملها الراقي والنبيل مع مواطنيها، ورعايتها الإنسان؛ لتعزز الاطمئنان له في كل وقت وحين. وحكومة خادم الحرمين الشريفين بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- لم تألُ جهدًا لتقديم كل ما من شأنه راحة وسلامة المواطن؛ إذ تتابعت سلسلة الأوامر والقرارات الملكية التي تصب في خدمة الوطن والمواطن والمقيم، وتجد فيها الحكمة والرحمة والحزم. وهذا نهج القادة العظماء. كما أن الراصد لحجم القرارات والأوامر الكريمة سيحتاج إلى سجلات كبيرة لتوثيق وتسطير تلك المكارم الخيّرة المباركة لأبناء الوطن. وهو عطاء سخي لشعب وفي، وترجمة لصدق العلاقة بين المملكة والشعب.
ويجيء صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتقديم الرعاية الصحية لعلاج المواطنين والمقيمين ومخالفي نظام الإقامة بالمملكة من فيروس كورونا المستجد مجانًا في المستشفيات والمراكز الطبية، الحكومية والخاصة، تجسيدًا للإنسانية غير المستغربة لدى القيادة الرشيدة، ولفتة حانية، تقدمها المملكة كأنموذج يحتذى لحفظ حقوق الإنسان وكرامته، وتعزيزها على أرض الواقع. كما أن أمر خادم الحرمين الشريفين بتحمُّل الدولة 60 % من رواتب موظفي القطاع الخاص السعوديين، وصرف 9 مليارات ريال تعويضًا لأكثر من 1.2 مليون مواطن، يعملون في المنشآت المتأثرة من تداعيات كورونا، لهو رعاية أبوية وإنسانية لضمان الحياة الكريمة للمواطن، ودعم القطاع الخاص؛ ليحقق التوازن والاستقرار الوظيفي، ويؤهل لاستقرار الأسواق ومساندة المنشآت.
إننا أمام ما قدمته وبذلته الدولة من جهود كبيرة وعظيمة، ليس لها مثيل في أصقاع المعمورة، ليبقى دور المواطنين والمقيمين في التعاون والتعاضد لإكمال المسيرة لتحقيق الأهداف المرجوة وفق الخطط الموضوعة التي رسمتها الجهات المختصة، وذلك باتباع والتزام المواطنين والمقيمين بالتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية، وعدم التهاون بأخذ الاحتياطات، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يُحدث مشكلات وأضرار -لا سمح الله-، قد تؤدي إلى عواقب سيئة، ولنكون مساندين ومكملين لتعاون القطاعات الحكومية والخاصة، وما يبذلونه من جهود عظيمة لراحة المواطنين والمقيمين بمختلف القطاعات، وبخاصة الأبطال في قطاعات الصحة والأمن وغيرهم.
أسأل المولى -عز وجل- أن يحفظ البلاد والعباد، وأن يزيل الغمة والوباء عن الجميع، وأن يحفظ لنا بلادنا وولاة أمورنا من شر الأشرار وكيد الفجار.