عبد الله باخشوين
تتجه الأنظار -الآن- إلى أصحاب (الجهد البدني)؛ أي إلى مختلف الألعاب (الرياضية) التي يعتبر أصحاب المواهب المميزة فيها.. بلوحتي (المتوسطة)، كحارس مرمى (ليفربول) البديل الذي كان السبب المباشر في الأربع هزائم الأخيرة التي تعرض لها هذا النادي العريق على نحو غير متوقع.
يعتبرون محط (الأنظار) بسبب حصولهم على مرتبات ومكافآت عالية جداً مقابل الجهد (البدني) الذي يبذلونه في ملاعب (كرة القدم) وغيرها من الألعاب في مختلف دول العالم التي يوجد بها (نظام احتراف)، أما السبب فيعود لكون الـ(فيروس إياه).. أوقف الأنشطة الرياضية كافة التي يمارسونها، ولم يعد هناك مباريات ولا (مراهنات) ولا (بورصة) صيفية وشتوية لـ(تسويق) انتقال اللاعبين.. أي لا وجود لمبرر (موضوعي) لتقاضيهم ما يتقاضونه من مبالغ (مليونية) وهم (متسلقحين) أمام شاشات التلفزيون، بعد أن شملهم (الحجر الصحي) أسوة ببقية المواطنين الذين هم تحت (الحجر) الاختياري والإجباري.. وهناك مئات الألوف من العاملين في قطاعات أخرى تخدم كل الناس وتكافح في الإشراف على الحجر وتقديم العلاج وفي الحراسات والتنظيم وغيرها هم أولى بتحويل ولو جزء بسيط من دخول أصحاب الجهود (البدنية) المعطلة، ولو كـ(مكافآت وحوافز.. وهذا ما اشترطته (رابطة الاتحاد الإنجليزي للاعبين المحترفين) للموافقة على (حسم 30 %) من مرتبات لاعبي الدوري الإنجليزي.. هذا -طبعاً- غير المبادرات السخية التي أسهم بها بعض أثرياء اللاعبين.
أما في ملاعبنا المحلية فلا (حس ولا خبر) حتى الآن.. رغم أن (دق الكفر) أصبح يدر على اللاعب (المحترف) دخلاً لم يكن يحلم به.
وبالمناسبة فإن (دق الكفر) هي التسمية (الشعبية) التي كان يطلقها لاعبو (كرة القدم) وجمهورها من أهل (مكة المكرمة) على هذه اللعبة التي تخطى انتشارها ومجدها كل الحدود والآفاق.. ولأن الطائف وصيفه البديع، كان يستقبل من أهل مكة أعداداً كبيرة من (المصطافين).. لأسباب كثيرة أهمها قرب المسافة بين المدينتين.. فلا بد لأمثال (الصعوة) الذي تجده في (كل مكان) في (وقت واحد..!) أن يكون أول من ينقل لنا (كل) جديد (الصيف) وضيوفه.. وقد جاء لجمعنا عصر (ذات يوم) تحت جدار (قصر نجمة).. وأعلن متسائلاً:
«هاه يا عيال.. ما تبغونا ندق كفر..»!!
«يا واد إيش كلام الهبالة اللي طلع معاك؟!.. وبحكم صغر حجمه.. فقد أخذ بعض (التلوح) يتقاذفون بينهم.. قبل أن يهدأ الحال.. ونسمعه يقول موضحاً: «والله عيال مكة يسمون الكرة (كفر)، ولما يبغوا يلعبوا، تسمعهم يقولوا: (هيا يا عيال ندق كفر)! وقد (ذهبت مثلاً) وأصبحنا نجد من يعلن عن وجود مباراة فى (الركيب).. يقول لنا:
«لا تنسوا يا عيال اليوم نادي (ثقيف) عندهم (دق كفر).. ولأن عيال حارتنا هم أبرز مشجعي نادي (ثقيف).. فنترك كل شيء ونتكدس خلف المرمى الذي يكون فيه (حارس ثقيف) للتغليس على لاعبي هجوم الفريق المنافس.. وغني عن القول إن معنا (كتيبة الصعوة) التي تزود أفرادها بـ(نبيلات) نستخدمها لصيد (العصافير).. وكل من يأتي مع (الصعوة) يطلق منها (حصوات) صغيرة، الكثير منها يصيب (سيقان) اللاعبين فتذهب (كورهم) بعيداً عن (المرمى).. وكلها حكايات مضت ولم يبق منها سوى ما في الذاكرة من ذكريات.