عبده الأسمري
رسم مثلث «المهارة» بأضلاع «الجد» و«الإجادة» و«الجودة» واستعرض «الموهبة» بيقين «الهبة» وتيقن «الهيبة» ليكتب جملته الاسمية من مبتدأ «الأعداد» وخبر «التقديم» تاركاً صداه في «ذاكرة» الإبداع موجهاً مداه نحو «استذكار» الإمتاع.
من جيل «المبدعين» ومن رعيل «المؤثرين» الذين طوروا «منصات» الأخبار إلى «أكاديميات» صوتية لصناعة الفرق وحولوا «مؤثرات» الصوت إلى «الحان» لغوية لصياغة الفارق.
إنه المذيع الشهير فهد الحمود أحد أبرز المذيعين والإعلاميين السعوديين والخليجيين، وأحد فرسان الشاشة السعودية في عصرها الذهبي.
بوجه ممتلئ وسيم الملامح عالي المطامح وسحنة يملؤها «الهدوء» ويميزها «الإنصات» مع تقاسيم نجدية وعينان تلمعان بالتركيز والترميز وشارب أسود زاده بهاءً وزهاءً مع طلة زاهية وصوت «فخم» وصدى «فاخر» وأناقة وطنية تعتمر البياض تستند على قوام قويم.. مع لغة فصحى معطرة بالنبأ ولهجة مثلى مؤطرة بالخبر ولهجة متناغمة مع الحدث ولكنة متناسقة مع المحفل قضى الحمود من عمره عقوداً وهو ينير الشاشات بضياء الإعلام ويضيء الدروب بإمضاء المهام في سيرة حافلة بالأثر محتفلة بالتأُثير.
في ثرمداء «السخية» بإنتاج «المحترفين» في المهن.. ولد وتنفس صغيراً «آفاق» الجمال في حكايات «الأولين» وتلبس «وشاح» الامتثال في محافل «الطيبين» وتشربت روحه نسائم «ليالي» قريته العاطرة بالقيم وتعتقت نفسه «نفائس» عائلته المسطرة بالشيم فكبر وفي قلبه «ذكريات» الطفولة مستندًا على رصيد «المحاسن» الذي ظلت «سلاحه» الأول في مواجهة الصعاب ومجابهة المتاعب.
ارتهن الحمود طفلاً إلى نصح والد كريم كان معلمه وملهمه، حيث غرس فيه أسس التدين باكرًا وظل يمضي ليله في حجره وهي يراجع حساباته «اليومية» في مجال تجارة التجزئة مستورثًا منه العصامية وحب الطموح فظلت «مناقب» والده مناهج «حياة» يلجأ إليها كفصول «تعلم» و«أصول» تأقلم» بنت له «جسور» الإصرار و«صروح» الاقتدار وظل يرتكن لحنان أم علمته وإخوته فضائل «الصبر» ووسائل «الاتكال».
تعلم الحمود في كنف أسرته الصغيرة معنى التكاتف والتعاضد بين أربعة إخوة وثلاث أخوات وتزوج باكرًا ورُزق بثلاثة أبناء وبنتين يمثلون له «غنائم» السعادة و»مغانم» السكينة.
درس الحمود المرحلة الابتدائية في ثرمداء ثم انتقل مع أسرته إلى محافظة شقراء والتحق بالمعهد العلمي ودرس فيه المتوسطة والثانوية، ثم التحق بجامعة الملك سعود كلية الآداب قسم اللغة العربية وتخرج منها عام 1403هـ.
حياة عملية بدأها الحمود بخطى الواثق بالدور وخطوات العاشق للمهمة حيث عمل منذ أيام الجامعة في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية واستمر فيها قليلاً بعد التخرج وكانت مرحلة قصيرة، ثم التحق بالتلفزيون السعودي عام 1404هـ، وتدرج فيه في عدة مواقع ومراتب حتى تقاعد عام عام 1437هـ.
ساهم الحمود في تغطية العديد من الزيارات الملكية الكريمة العربية والدولية وشارك في تقديم نشرات الأخبار وبرنامج تبادل المذيعين بين دول مجلس التعاون إضافةً إلى مشاركته في قناة MBC في تقديم نشرات الأخبار والعمل فيها مراسلاً على مدى عشرين عاماً في الرياض؛ كما قدم العديد من البرامج التلفزيونية السياسية والاقتصادية وبرامج المنوعات وتقديم الاحتفالات الرسمية مثل مهرجان الجنادرية وافتتاح المشروعات الوطنية.
مزج الحمود في أدائه توليفة مذهلة من «الظهور الفضائي» مؤدياً «سيمفونية» لغوية بارعة، حيث انخطف إلى الرسمية في سليمان العيسى -رحمه الله- والمهنية في توهج ماجد الشبل -رحمه الله- والهدوء والبهجة والوضوح في إطلالة محمد الرشيد وجميل سمان وعوني كنانة -رحمهم الله- مكونًا فريق «احترافي» بديع مع زملاء عصره مثل عبدالرحمن يغمور، وغالب كامل وحامد الغامدي، ومزيد السبيعي، وعبدالله الشهري مشكلين «مدرسة» المبدعين» الذين كانوا وسيظلون «المذاق» الإذاعي الفريد الذي بقي في انفراد «الظاهرة» التي لا تتكرر.
فهد الحمود وجه الصمود في «مرحلة» التأسيس في قنوات «التلفزة» وأحد «صناع» اللعب في «بلاتوهات» التصوير.. ومن العقول «التي» كانت تمثل «أسطول» الأداء الإخباري.. شق درب «التحدي» بروح «الممارسة» وبوح «الخبرة» فاعتلى «المنصة» كبطل وواجه المايك كنجم وصنع المحتوى كفنان.
فهد الحمود.. المذيع المتفوق.. المحتفى به في «ذاكرة» الزمن الجميل والمستفاد منه في «واقع» الحاضر المتطور.