عبدالعزيز السماري
نعيش في زمن كورونا، الوباء الذي بدأ بحالة ذعر وهلع، ولا نعلم بمَ سينتهي إليه، فالناس في مخيلتهم تاريخ الموت في أوبئة مثل الجدري والطاعون والإنفلونزا الإسبانية، لكن كورونا يختلف تماماً، فبقدر ما كان مخيفاً في ظل ثورة الاتصالات، إلا أنه كان في منزلة ما بين الطب والسياسة، فالخطاب السياسي أزاح الخطاب الطبي عن مكانته، على الرغم من وجود أصوات طبية تتحدث من زاويا بعيدة عن حقيقة فيروس كورونا الطبية.
تابعت تحقيقاً علمياً وسياسياً، لم يكن إعداده وليد اللحظة، كان من وجهة نظر أمريكية عن مصدر كوفيد-19، وهل كان طفرة طبيعة أو فيروس مصنَّع في أحد معامل معهد ووهان للفيروسات، وانتهي إلى أن المريض صفر كانت موظفة في المعهد، والفيروس تسرّب من خلالها إلى المجتمع، وتم إخفاؤها تماماً بعد ذلك. وحاول المحقق تتبع مصدر الفيروس في ووهان، وقد أقول إنه نجح في إيقاد ثورة الشك في الخطاب الصيني عن وباء كورونا.
المثير في الأمر نهايته، والتي تم تكريسها ضد الحزب الشيوعي الصيني، والذي تم تصويره على أنه نظام دموي، يقتل شعبه، ويريد أن يسيطر على العالم، وكانت خلاصة الأمر أنهم يريدون السيطرة على الاقتصاد العالمي، ويبسطون تأثيرهم على العالم جميعاً، واتهم سيناريو التحقيق أن معظم المنظمات العالمية تحت سيطرة الصين، وأنها تقوم بأدوارها من خلالهم.
كان في البرنامج تفصيل في كيف دعمت دول غربية برامج الفيروسات والحرب البيولوجية في الصين، وأن الحزب الشيوعي يخطط لهذا الأمر منذ سنوات، وعندما نحاول أن نقرأ بين سطور التحقيق، فإننا نشاهد صراعاً سياسياً تحت غطاء الوباء، وربما يهدف إلى شيء أكبر من السيطرة على وباء، ربما لم يصل إلى معايير الوباء.
العالم يمر من عنق الزجاجة في العلاقة الغربية الصينية، وقد تتطور الأمور إلى ما هو أسوأ من ذلك، وقد يكتفون بالمقاطعة للصين، وعندها تبدأ حسابات الدول الأخرى، في أي اتجاه يذهبون، فالأخطبوط الصيني تنتشر أذرعه في كل اتجاه، والنسر الغربي ظهرت عليه علامات الهرم، بعدما فرَّط في أسرار حضارته العلمية.
ربما يفسر ذلك التضخيم الإعلامي الغربي المبالغ فيه للوباء، والذي تحول إلى سوق تُشترى فيه شهادات الوفاة، فكل الوفيات تم تخصيص أسبابها لكورونا، في حالة غريبة، وخارجة عن التعريف الطبي السريري، فالموت بسبب فيروس كورونا، يختلف عن الموت لسبب آخر في ظل وجود فحص إيجابي للشفرة الجينية للفيروس.
لذلك أعتقد أن الوباء الحالي هو سياسي أكثر من أن يكون طبياً، وربما يخبئ في صفحاته القادمة مفاجآت، قد ينتج عنها استقطاب جديد في العالم بين الشرق والغرب، وعلامات هذا الاستقطاب واضحة لمن يريد أن يراها، والقادم ربما صراع قادم وحرب باردة من نوع آخر بين الشرق الأسيوي والغرب..