المحامي/ يعقوب المطير
أوصت معظم الأندية السعودية لرابطة دوري المحترفين على التاريخ المقترح لاستئناف الدوري السعودي بعد فترة التوقف بسبب جائحة فيروس كورونا، إذ اعتبر تاريخ (15 أغسطس 2020) هو الموعد المناسب للأندية السعودية، أي أن الدوري السعودي قد يستأنف بعد أربعة شهور من الآن تقريبا، وهو يعتبر تاريخ بداية موسم جديد في الأمور الطبيعية والمعتادة في كل موسم، ولكن حتى الآن لم يصدر قرار رسمي بهذا الصدد سواء من الاتحاد السعودي لكرة القدم أو من رابطة دوري المحترفين، لأن هكذا قرار حاسم يتوقف على انحسار جائحة فيروس كورونا وكذلك التنسيق مع الجهات المعنية في الدولة.
ولكن ما لفت نظري فترة التوقف الطويلة التي بدأت من 18 مارس واستمرارها إلى شهر أغسطس المقبل، هذا ما دعا الأندية أن تسمح للاعبين والمدربين الأجانب بالسفر إلى بلدانهم والتمتع بإجازاتهم السنوية، وربما الدافع من وراء اختيار هذا التاريخ من قبل الأندية هو لأسباب فنية ولياقية بحتة، إذ يمكنهم عمل معسكر استعدادي وفني لاسترجاع اللياقة، ولأجل استكمال بقية مباريات الموسم الحالي، ومن ثم الدخول في الموسم المقبل الذي من المتوقع بدايته بشكل مباشر بعد الانتهاء من تكملة مباريات الموسم الحالي، لذلك ربما يكون سببا مقنعا في التوصية بهذا التاريخ من قبل الأندية، ولكن على المستوى المالي، فإن الإندية بدون أدنى شك سوف تتضرر من هذا التاريخ المقترح، إذ إن الأندية سوف تدفع رواتب فترة التوقف «خمسة رواتب» واللاعبين والأجهزة الفنية غير متواجدين بالأندية، بل إنهم في بيوتهم بسبب جائحة فيروس كورونا التي أوقفت العالم بأكمله، وحتى ولو بادروا اللاعبين بالموافقة على تخفيض الرواتب إلى 50 %، فسوف تبقى الأندية متضررة مالياً وتحمل الأعباء المالية على عاتقها، خاصة بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بتمديد عقود اللاعبين والمدربين الذين شارفت عقودهم على الانتهاء أو انتهت إلى نهاية الموسم الرياضي الحالي بعد استئنافه، إذ يوجد الكثير من اللاعبين الذين لا تنوي الأندية بتمديد عقودهم بعد نهاية الموسم الحالي وهي النهاية الطبيعية المتوقعة في شهر مايو، قبل أن تأتي هذه الأزمة وتضرب الروزنامة الرياضية وكذلك تضرب الميزانية المالية للنادي أيضاً.
لذلك أعتقد من وجهة نظري أن التاريخ المقترح لعودة الدوري السعودي من قبل الأندية غير موفق، أولاً لأن التاريخ بعيد جداً وبعد أربعة شهور من الآن، وكذلك ثانياً لأننا سوف نضغط الموسم المقبل، الذي من الممكن بدايته بعد شهر نوفمبر المقبل عطفاً على ازدحام البطولات المحلية، وكذلك لا ننسى أن المنتخب السعودي سوف يكون له استحقاقات في تصفيات كأس آسيا وكأس العالم وكذلك أولمبياد طوكيو، وكذلك هناك لاعبون أجانب مرتبطون مع منتخباتهم الوطنية ببطولات قارية في أفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية إذا ما تغير شيء بسبب الجائحة، وأخيراً قرأنا في وكالات الأنباء العالمية أن الدوريات الأوروبية الكبرى مثل الدوري الألماني والإنجليزي، ربما تعود قريباً خلال هذين الشهرين، السؤال الذي يطرح نفسه هل الاتحاد السعودي لكرة القدم سوف يعتمد هذا التاريخ؟ وإلا سوف يكون له رأي آخر؟